قال يسوع:‏ «ستحصل حروب بين شعب وآخر وبين مملكة وأخرى.‏ وستحدث زلازل عظيمة،‏ وتكون هناك مجاعات وأوبئة في اماكن كثيرة».‏ (‏لوقا ٢١:‏١٠،‏ ١١‏)‏ ومثلما تشكِّل خطوط الاصبع معًا بصمة فريدة تميِّز صاحبها،‏ تشكِّل هذه الاحداث معًا علامة مميزة تدل ان مملكة اللّٰه اقتربت.‏ فهل بدأت هذه الاحداث تحصل في الوقت نفسه حول العالم؟‏ تفحَّص الادلة التالية.‏

١-‏ الحروب

غالبا ما يعتبر المؤرخون سنة ١٩١٤ نقطة تحول في التاريخ.‏ فقد شهدت حربا لم يرَ العالم مثلها من قبل،‏ اول حرب عالمية.‏ وقد كانت ايضا اول حرب تُستخدم فيها بشكل واسع اسلحة فتاكة مثل الدبابات،‏ القنابل المسقَطة من الجو،‏ الرشاشات،‏ والغاز السام.‏ ثم اتت بعدها الحرب العالمية الثانية التي استُخدمت فيها الاسلحة الذرية لأول مرة.‏ ومنذ سنة ١٩١٤ حتى اليوم،‏ ما زالت الحروب تشتعل وتقتل الملايين والملايين.‏

٢-‏ الزلازل

بحسب موسوعة بريتانيكا الاكاديمية (‏بالانكليزية)‏،‏ يحدث سنويا حوالي ١٠٠ زلزال قوي بإمكانه ان يسبب «اضرارا هائلة».‏ ويقول تقرير لدائرة المسح الجيولوجي في الولايات المتحدة:‏ «بناء على البيانات التي جُمعت خلال فترة طويلة (‏منذ عام ١٩٠٠ تقريبا)‏،‏ نتوقع ان يحدث ١٦ زلزالا كبيرا كل سنة».‏ يظن البعض اننا نلاحظ زيادة في الزلازل لأن العلماء يرصدونها بدقة اكبر.‏ لكن الواقع هو ان الزلازل العظيمة تسبب اليوم خسائر في الارواح والممتلكات بشكل لم يسبق له مثيل.‏

 ٣-‏ المجاعات

تحدث مجاعات حول العالم نتيجة الحروب،‏ الفساد،‏ الازمات الاقتصادية،‏ او تلف المحاصيل الزراعية.‏ ويذكر برنامج الاغذية العالمي في الاستعراض السنوي لعام ٢٠١٨:‏ «في جميع انحاء العالم،‏ يعاني ٨٢١ مليون شخص من الجوع،‏ منهم ١٢٤ مليونا يعانون منه بشكل حاد».‏ ويؤدي سوء التغذية سنويا الى وفاة حوالي ٣٬١ ملايين طفل.‏ حتى انه كان السبب وراء ٤٥ ٪ تقريبا من وفيات الاطفال سنة ٢٠١١.‏

٤-‏ الامراض والاوبئة

يذكر تقرير اعدته منظمة الصحة العالمية:‏ «ما إن بدأ القرن الـ‍ ٢١ حتى شهد انتشار اوبئة خطيرة.‏ فقد عادت امراض قديمة مثل الكوليرا،‏ الطاعون،‏ والحمى الصفراء.‏ كما ظهرت امراض جديدة مثل المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة (‏السارس)‏،‏ الانفلونزا الجائحة،‏ متلازمة الشرق الاوسط التنفسية،‏ الإيبولا،‏ وفيروس زيكا».‏ وآخرها هو وبأ كوفيد-‏١٩.‏ ورغم ان العلماء والاطباء يعرفون معلومات كثيرة عن الامراض،‏ لم يجدوا علاجا للعديد منها.‏

٥-‏ التبشير حول العالم

ذكر يسوع جزءا آخر من العلامة حين تنبأ قائلا:‏ «سيُبشَّر بالأخبار الحلوة عن مملكة اللّٰه في كل الارض،‏ فيكون ذلك شهادة لجميع الامم ثم تأتي النهاية».‏ (‏متى ٢٤:‏١٤‏)‏ وبالفعل،‏ فيما يغرق العالم في المشاكل،‏ يعلن اكثر من ٨ ملايين شخص اخبارا حلوة عن مملكة اللّٰه في ٢٤٠ بلدا وبأكثر من ١٬٠٠٠ لغة.‏ وهذا امر لم يشهده العالم من قبل.‏

قال يسوع:‏ «حين ترون هذه الامور تحدث،‏ اعرفوا ان مملكة اللّٰه قريبة».‏ (‏لوقا ٢١:‏٣١‏)‏ فبما ان كل هذه الاحداث تحصل اليوم،‏ فهذا يعني ان حكم مملكة اللّٰه قد اقترب.‏

كما ان هذه العلامة وترتيب الاحداث في الكتاب المقدس يُظهران ان اللّٰه اسس مملكته في السماء سنة ١٩١٤،‏ وعيَّن ابنه يسوع المسيح ملكا عليها.‏ a (‏مزمور ٢:‏٢،‏ ٤،‏ ٦-‏٩‏)‏ وحين تزيل هذه المملكة كل الحكومات الحاضرة،‏ ستحوِّل الارض الى فردوس يعيش فيه البشر الى الابد.‏

اذًا،‏ ستتم قريبا الكلمات التي علَّمها يسوع في الصلاة النموذجية:‏ «لتأتِ مملكتك.‏ لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الارض».‏ (‏متى ٦:‏١٠‏)‏ وفي المقالة التالية،‏ سنرى ماذا انجزت مملكة اللّٰه منذ ان تأسست سنة ١٩١٤،‏ وماذا ستنجز حين تحكم على البشر.‏