الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

اَلْفَصْلُ ٣٤

اختيار اثني عشر رسولا

اختيار اثني عشر رسولا

مرقس ٣:‏​١٣-‏١٩ لوقا ٦:‏​١٢-‏١٦

  • اَلرُّسُلُ ٱلِٱثْنَا عَشَرَ

مَرَّتْ سَنَةٌ وَنِصْفٌ تَقْرِيبًا مُذْ عَرَّفَ يُوحَنَّا ٱلْمَعْمَدَانُ بِيَسُوعَ عَلَى أَنَّهُ حَمَلُ ٱللّٰهِ.‏ وَحِينَ بَدَأَ يَسُوعُ كِرَازَتَهُ ٱلْعَلَنِيَّةَ،‏ صَارَ عَدَدٌ مِنَ ٱلرِّجَالِ ٱلْمُخْلِصِينَ تَلَامِيذَ لَهُ أَمْثَالِ أَنْدَرَاوُسَ،‏ سِمْعَانَ بُطْرُسَ،‏ يُوحَنَّا،‏ رُبَّمَا يَعْقُوبَ (‏أَخِي يُوحَنَّا)‏،‏ فِيلِبُّسَ،‏ وَبَرْثُولَمَاوُسَ ٱلَّذِي يُدْعَى أَيْضًا نَثَنَائِيلَ.‏ وَمَعَ ٱلْوَقْتِ،‏ تَزَايَدَ عَدَدُ أَتْبَاعِهِ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ.‏ —‏ يوحنا ١:‏​٤٥-‏٤٧‏.‏

وَٱلْآنَ،‏ يُرِيدُ يَسُوعُ ٱخْتِيَارَ رُسُلِهِ ٱلَّذِينَ سَيُمْسُونَ أَصْدِقَاءَهُ ٱلْأَحِمَّاءَ وَيَتَلَقَّوْنَ عَلَى يَدِهِ تَدْرِيبًا خُصُوصِيًّا.‏ وَلٰكِنْ قَبْلَ أَنْ يَتَّخِذَ قَرَارَهُ،‏ يَصْعَدُ إِلَى جَبَلٍ يَقَعُ رُبَّمَا قُرْبَ بَحْرِ ٱلْجَلِيلِ لَيْسَ بَعِيدًا عَنْ كَفَرْنَاحُومَ.‏ وَيُمْضِي ٱللَّيْلَ بِطُولِهِ يُصَلِّي،‏ مُلْتَمِسًا عَلَى ٱلْأَرْجَحِ حِكْمَةَ ٱللّٰهِ وَبَرَكَتَهُ.‏ وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلتَّالِي،‏ يَدْعُو تَلَامِيذَهُ وَيَخْتَارُ مِنْهُمْ ١٢ رَسُولًا.‏

فَمَنْ هُمْ؟‏ اَلتَّلَامِيذُ ٱلسِّتَّةُ ٱلْمَذْكُورُونَ آنِفًا،‏ إِضَافَةً إِلَى مَتَّى ٱلَّذِي كَانَ جَالِسًا عِنْدَ مَكْتَبِ جِبَايَةِ ٱلضَّرَائِبِ حِينَ دَعَاهُ يَسُوعُ.‏ أَمَّا ٱلْخَمْسَةُ ٱلْبَاقُونَ فَهُمْ يَهُوذَا (‏ٱلَّذِي يُدْعَى أَيْضًا تَدَّاوُسَ وَ ‹ٱبْنَ يَعْقُوبَ›)‏،‏ سِمْعَانُ ٱلْغَيُورُ،‏ تُومَا،‏ يَعْقُوبُ بْنُ حَلْفَى،‏ وَيَهُوذَا ٱلْإِسْخَرْيُوطِيُّ.‏ —‏ متى ١٠:‏​٢-‏٤؛‏ لوقا ٦:‏١٦‏.‏

يَعْرِفُ يَسُوعُ هٰؤُلَاءِ ٱلِـ‍ ١٢ مَعْرِفَةً وَثِيقَةً.‏ فَقَدْ أَمْضَوْا وَقْتًا مَعَهُ فِي سَفَرِهِ.‏ هٰذَا وَإِنَّ بَعْضَهُمْ مِنْ أَقْرِبَائِهِ.‏ فَٱلْأَخَوَانِ يَعْقُوبُ وَيُوحَنَّا هُمَا كَمَا يَتَّضِحُ ٱبْنَا خَالَتِهِ.‏ أَمَّا ٱلرَّسُولُ يَعْقُوبُ بْنُ حَلْفَى فَقَدْ يَكُونُ ٱبْنَ عَمِّهِ،‏ إِذْ يَرَى ٱلْبَعْضُ أَنَّ حَلْفَى هُوَ أَخُو يُوسُفَ (‏أَبِي يَسُوعَ بِٱلتَّبَنِّي)‏.‏

وَلَا شَكَّ أَنَّ يَسُوعَ لَا يُخْطِئُ فِي أَسْمَاءِ رُسُلِهِ.‏ فَمَاذَا عَنْكَ؟‏ هَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُعَدِّدَهَا عَنْ ظَهْرِ قَلْبٍ؟‏ إِلَيْكَ هٰذَا ٱلِٱقْتِرَاحَ.‏ تَذَكَّرْ أَنَّ ٱثْنَيْنِ ٱسْمُهُمَا سِمْعَانُ،‏ ٱثْنَيْنِ يَعْقُوبُ،‏ وَٱثْنَيْنِ يَهُوذَا.‏ وَلِسِمْعَانَ (‏بُطْرُسَ)‏ أَخٌ هُوَ أَنْدَرَاوُسُ،‏ وَلِيَعْقُوبَ (‏بْنِ زَبَدِي)‏ أَخٌ هُوَ يُوحَنَّا.‏ هٰكَذَا تَنْطَبِعُ فِي ذَاكِرَتِكَ أَسْمَاءُ ثَمَانِيَةٍ مِنْهُمْ.‏ أَمَّا ٱلْأَرْبَعَةُ ٱلْبَاقُونَ فَهُمْ مَتَّى (‏جَابِي ٱلضَّرَائِبِ)‏،‏ تُومَا (‏ٱلَّذِي تُسَاوِرُهُ ٱلشُّكُوكُ لَاحِقًا)‏،‏ نَثَنَائِيلُ (‏ٱلَّذِي دَعَاهُ يَسُوعُ وَهُوَ جَالِسٌ تَحْتَ شَجَرَةٍ)‏،‏ وَفِيلِبُّسُ (‏صَدِيقُ نَثَنَائِيلَ)‏.‏

تَعُودُ جُذُورُ ١١ مِنَ ٱلرُّسُلِ إِلَى ٱلْجَلِيلِ،‏ حَيْثُ نَشَأَ يَسُوعُ.‏ فنَثَنَائِيلُ مِنْ قَانَا،‏ وَفِيلِبُّسُ وَبُطْرُسُ وَأَنْدَرَاوُسُ هُمْ أَسَاسًا مِنْ بَيْتَ صَيْدَا.‏ إِلَّا أَنَّ بُطْرُسَ وَأَنْدَرَاوُسَ يَنْتَقِلَانِ لَاحِقًا إِلَى كَفَرْنَاحُومَ،‏ حَيْثُ يَعِيشُ مَتَّى عَلَى مَا يَظْهَرُ.‏ يَعْقُوبُ وَيُوحَنَّا أَيْضًا يَقْطُنَانِ فِي كَفَرْنَاحُومَ أَوْ قُرْبَهَا،‏ حَيْثُ كَانَا يُدِيرَانِ مَصْلَحَةَ صَيْدِ سَمَكٍ فِي تِلْكَ ٱلنَّوَاحِي.‏ وَيَبْدُو أَنَّ ٱلرَّسُولَ ٱلْوَحِيدَ مِنَ ٱلْيَهُودِيَّةِ هُوَ يَهُوذَا ٱلْإِسْخَرْيُوطِيُّ ٱلَّذِي يُسَلِّمُ يَسُوعَ فِي مَا بَعْدُ.‏