اقتدِ بالاله الذي يعدنا بالحياة الابدية
«كُونُوا مُقْتَدِينَ بِٱللّٰهِ كَأَوْلَادٍ أَحِبَّاءَ». — اف ٥:١.
١ أَيَّةُ قُدْرَةٍ تُسَاعِدُنَا عَلَى ٱلِٱقْتِدَاءِ بِصِفَاتِ ٱللّٰهِ؟
مَنَحَنَا يَهْوَهُ ٱلْقُدْرَةَ عَلَى وَضْعِ أَنْفُسِنَا مَكَانَ ٱلْآخَرِينَ، حَتَّى إِنَّنَا قَدْ نَتَخَيَّلُ أَنْفُسَنَا فِي حَالَةٍ لَمْ يَسْبِقْ أَنِ ٱخْتَبَرْنَاهَا. (اقرأ افسس ٥:١، ٢.) فَكَيْفَ نَسْتَخْدِمُ هٰذِهِ ٱلْعَطِيَّةَ ٱلْإِلٰهِيَّةَ بِحِكْمَةٍ؟ وَمَاذَا يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نَفْعَلَ لِئَلَّا تُلْحِقَ بِنَا ٱلْأَذَى؟
٢ كَيْفَ تُؤَثِّرُ آلَامُنَا فِي يَهْوَهَ وَإِلَامَ تَدْفَعُهُ؟
٢ لَا شَكَّ أَنَّنَا نَفْرَحُ بِوَعْدِ ٱللّٰهِ لِلْمَمْسُوحِينَ ٱلْأُمَنَاءِ بِحَيَاةٍ خَالِدَةٍ فِي ٱلسَّمَاءِ وَ ‹لِلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ› ٱلْأَوْلِيَاءِ بِحَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ عَلَى ٱلْأَرْضِ. (يو ١٠:١٦؛ ١٧:٣؛ ١ كو ١٥:٥٣) وَطَبْعًا، لَا ٱلْحَيَاةُ ٱلسَّمَاوِيَّةُ ٱلْخَالِدَةُ وَلَا ٱلْحَيَاةُ ٱلْأَبَدِيَّةُ عَلَى ٱلْأَرْضِ سَتَشُوبُهَا ٱلْمَآسِي ٱلَّتِي نَعِيشُهَا ٱلْآنَ. فَيَهْوَهُ عَالِمٌ بِٱلْأَلَمِ ٱلَّذِي نُعَانِي مِنْهُ ٱلْيَوْمَ، تَمَامًا كَمَا أَحَسَّ بِمُعَانَاةِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ حِينَ كَانُوا عَبِيدًا فِي مِصْرَ. فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَذْكُرُ أَنَّهُ «فِي كُلِّ شِدَّتِهِمْ تَضَايَقَ». (اش ٦٣:٩) وَبَعْدَ قُرُونٍ، حِينَ ٱعْتَرَى ٱلْيَهُودَ خَوْفٌ بِسَبَبِ ٱلْمُقَاوَمَةِ ٱلَّتِي وَاجَهُوهَا عِنْدَ إِعَادَةِ بِنَاءِ ٱلْهَيْكَلِ، طَمْأَنَهُمُ ٱللّٰهُ قَائِلًا: «مَنْ يَمَسُّكُمْ يَمَسُّ بُؤْبُؤَ عَيْنِي». (زك ٢:٨) فَكَمَا تَحْنُو ٱلْأُمُّ عَلَى طِفْلِهَا، هٰكَذَا يَحْنُو يَهْوَهُ عَلَى شَعْبِهِ وَيَنْدَفِعُ بِمَحَبَّةٍ إِلَى مُسَاعَدَتِهِمْ. (اش ٤٩:١٥) بِكَلِمَاتٍ أُخْرَى، يَتَفَهَّمُ يَهْوَهُ مَشَاعِرَنَا، وَقَدْ وَهَبَنَا نَحْنُ أَيْضًا هٰذِهِ ٱلْقُدْرَةَ. — مز ١٠٣:١٣، ١٤.
كَيْفَ عَكَسَ يَسُوعُ مَحَبَّةَ ٱللّٰهِ
٣ مَاذَا يُظْهِرُ أَنَّ يَسُوعَ كَانَ مُتَعَاطِفًا؟
٣ أَحَسَّ يَسُوعُ بِأَلَمِ ٱلْآخَرِينَ، حَتَّى إِنَّهُ تَعَاطَفَ مَعَ ٱلَّذِينَ مَرُّوا بِظُرُوفٍ لَمْ يَمُرَّ بِهَا إِطْلَاقًا. مَثَلًا، عَاشَتْ عَامَّةُ ٱلشَّعْبِ فِي خَوْفٍ مِنَ ٱلْقَادَةِ ٱلدِّينِيِّينَ ٱلَّذِينَ خَدَعُوهُمْ وَأَثْقَلُوا كَاهِلَهُمْ بِقَوَاعِدَ مِنْ صُنْعِ ٱلْبَشَرِ. (مت ٢٣:٤؛ مر ٧:١-٥؛ يو ٧:١٣) وَمَعَ أَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَخَفْ وَلَا ٱنْخَدَعَ يَوْمًا، فَقَدْ تَمَكَّنَ مِنْ تَفَهُّمِ هٰذَا ٱلظَّرْفِ. لِذٰلِكَ «لَمَّا رَأَى ٱلْجُمُوعَ أَشْفَقَ عَلَيْهِمْ، لِأَنَّهُمْ كَانُوا مُنْزَعِجِينَ وَمُنْطَرِحِينَ كَخِرَافٍ لَا رَاعِيَ لَهَا». (مت ٩:٣٦) حَقًّا، كَانَ يَسُوعُ مُحِبًّا وَمُتَعَاطِفًا تَمَامًا كَأَبِيهِ. — مز ١٠٣:٨.
٤ مَاذَا فَعَلَ يَسُوعُ حِينَ رَأَى ٱلنَّاسَ مُتَضَايِقِينَ؟
٤ وَحِينَ رَأَى يَسُوعُ ٱلنَّاسَ مُتَضَايِقِينَ، ٱنْدَفَعَ إِلَى إِظْهَارِ ٱلْمَحَبَّةِ لَهُمْ. وَهٰكَذَا عَكَسَ كَامِلًا مَحَبَّةَ أَبِيهِ. فَبَعْدَ حَمْلَةٍ تَبْشِيرِيَّةٍ وَاسِعَةٍ، كَانَ يَسُوعُ وَرُسُلُهُ فِي طَرِيقِهِمْ إِلَى مَكَانٍ خَلَاءٍ لِيَسْتَرِيحُوا قَلِيلًا. لٰكِنَّهُ أَشْفَقَ عَلَى ٱلْجَمْعِ ٱلَّذِي كَانَ بِٱنْتِظَارِهِ، فَأَمْضَى ٱلْوَقْتَ مَعَهُمْ وَ «ٱبْتَدَأَ يُعَلِّمُهُمْ أَشْيَاءَ كَثِيرَةً». — مر ٦:٣٠، ٣١، ٣٤.
كَيْفَ نَقْتَدِي بِمَحَبَّةِ يَهْوَهَ
٥، ٦ كَيْفَ يَجِبُ أَنْ نُعَامِلَ ٱلْآخَرِينَ ٱقْتِدَاءً بِمَحَبَّةِ ٱللّٰهِ، وَأَيُّ إِيضَاحٍ يَشْرَحُ ذٰلِكَ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.)
٥ نَحْنُ نَقْتَدِي بِمَحَبَّةِ ٱللّٰهِ مِنْ خِلَالِ تَعَامُلَاتِنَا مَعَ ٱلْآخَرِينَ. عَلَى سَبِيلِ ٱلْإِيضَاحِ: لِنَفْرِضْ أَنَّ شَابًّا مَسِيحِيًّا سَنَدْعُوهُ جُونِي يُفَكِّرُ فِي أَخٍ مُسِنٍّ يُعَانِي ضُعْفًا فِي ٱلنَّظَرِ يُصَعِّبُ عَلَيْهِ ٱلْقِرَاءَةَ. وَلَيْسَ سَهْلًا عَلَيْهِ أَيْضًا أَنْ يَسِيرَ فِي ٱلْخِدْمَةِ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ. فَيَتَذَكَّرُ جُونِي كَلِمَاتِ يَسُوعَ: «كَمَا تُرِيدُونَ أَنْ يَفْعَلَ ٱلنَّاسُ بِكُمْ، كَذٰلِكَ ٱفْعَلُوا أَنْتُمْ بِهِمْ». (لو ٦:٣١) ثُمَّ يَسْأَلُ نَفْسَهُ: ‹مَاذَا أُرِيدُ أَنْ يَفْعَلَ ٱلنَّاسُ بِي؟›. وَيُجِيبُ بِصَرَاحَةٍ: ‹أُرِيدُ أَنْ يَلْعَبُوا ٱلْكُرَةَ مَعِي!›. لٰكِنَّ ٱلْأَخَ ٱلْمُسِنَّ لَا يَقْوَى عَلَى لَعِبِ ٱلْكُرَةِ. فَمِنَ ٱلْوَاضِحِ إِذًا أَنَّ ٱلْهَدَفَ مِنْ كَلِمَاتِ يَسُوعَ هُوَ أَنْ نَطْرَحَ عَلَى أَنْفُسِنَا ٱلسُّؤَالَ بِٱلشَّكْلِ ٱلتَّالِي: ‹مَاذَا أُرِيدُ أَنْ يَفْعَلَ ٱلنَّاسُ بِي لَوْ كُنْتُ فِي مِثْلِ ظُرُوفِهِمْ؟›.
٦ صَحِيحٌ أَنَّ جُونِي لَيْسَ مُسِنًّا، لٰكِنَّهُ يَقْدِرُ أَنْ يَتَخَيَّلَ نَفْسَهُ فِي أَوْضَاعٍ لَمْ يَعِشْهَا مِنْ قَبْلُ. فَيُمْضِي وَقْتًا مَعَ هٰذَا ٱلْأَخِ وَيُرَاقِبُهُ بِٱهْتِمَامٍ وَيُصْغِي إِلَيْهِ بِصَبْرٍ. وَتَدْرِيجِيًّا، يَتَفَهَّمُ مَا يَعْنِيهِ أَنْ يَكُونَ ٱلْمَرْءُ مُسِنًّا يَسْتَصْعِبُ قِرَاءَةَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَٱلسَّيْرَ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ. وَحِينَ يَشْعُرُ جُونِي بِمُعَانَاةِ هٰذَا ٱلْأَخِ، يُدْرِكُ مَا ٱلْمُسَاعَدَةُ ٱلَّتِي يَحْتَاجُ إِلَيْهَا وَيَنْدَفِعُ إِلَى مَدِّ يَدِ ٱلْعَوْنِ. بِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ، إِذَا أَرَدْنَا أَنْ نَقْتَدِيَ بِمَحَبَّةِ ٱللّٰهِ، فَعَلَيْنَا أَنْ «نَتَقَمَّصَ» حَالَةَ ٱلْآخَرِينَ. — ١ كو ١٢:٢٦.
٧ كَيْفَ نَتَعَرَّفُ جَيِّدًا بِٱلْآخَرِينَ بِحَيْثُ نَشْعُرُ بِأَلَمِهِمْ؟
٧ لَيْسَ مِنَ ٱلسَّهْلِ دَائِمًا أَنْ نَفْهَمَ وَجَعَ ٱلْآخَرِينَ. فَكَثِيرُونَ يُوَاجِهُونَ صُعُوبَاتٍ لَمْ نَخْتَبِرْهَا قَطُّ. اَلْبَعْضُ يُعَانُونَ مَشَاكِلَ صِحِّيَّةً جَرَّاءَ حَادِثٍ أَوْ مَرَضٍ أَوْ آثَارِ ٱلشَّيْخُوخَةِ. وَٱلْبَعْضُ يَتَعَايَشُونَ مَعَ مِحَنٍ عَاطِفِيَّةٍ سَبَبُهَا ٱلْكَآبَةُ، نَوْبَاتُ ٱلْهَلَعِ، أَوْ إِسَاءَاتٌ تَعَرَّضُوا لَهَا فِي ٱلْمَاضِي. وَآخَرُونَ هُمْ جُزْءٌ مِنْ عَائِلَاتٍ مُنْقَسِمَةٍ دِينِيًّا أَوْ يَرْعَاهَا وَالِدٌ مُتَوَحِّدٌ. فَلِكُلِّ شَخْصٍ مُشْكِلَتُهُ وَنَحْنُ عَلَى ٱلْأَغْلَبِ لَمْ نَخْتَبِرْ شَخْصِيًّا هٰذِهِ ٱلْمُشْكِلَةَ بِٱلذَّاتِ. فِي هٰذِهِ ٱلْحَالَةِ، كَيْفَ نَقْتَدِي بِمَحَبَّةِ ٱللّٰهِ؟ لِنُصْغِ إِلَى هٰؤُلَاءِ ٱلْأَشْخَاصِ بِٱنْتِبَاهٍ بِحَيْثُ نَفْهَمُ إِلَى حَدٍّ مَا حَقِيقَةَ شُعُورِهِمْ. وَهٰذَا يَدْفَعُنَا ٱقْتِدَاءً بِمَحَبَّةِ يَهْوَهَ إِلَى سَدِّ حَاجَاتِهِمْ. وَمَعَ أَنَّ لِكُلِّ شَخْصٍ حَاجَاتِهِ ٱلْخَاصَّةَ، فَقَدْ نَتَمَكَّنُ مِنْ تَزْوِيدِ ٱلتَّشْجِيعِ ٱلرُّوحِيِّ وَبَعْضِ ٱلْمُسَاعَدَةِ ٱلْعَمَلِيَّةِ. — اقرأ روما ١٢:١٥؛ ١ بطرس ٣:٨.
اِقْتَدِ بِلُطْفِ يَهْوَهَ
٨ مَا ٱلَّذِي سَاعَدَ يَسُوعَ أَنْ يُظْهِرَ ٱللُّطْفَ؟
٨ قَالَ ٱبْنُ ٱللّٰهِ: «اَلْعَلِيُّ . . . لَطِيفٌ نَحْوَ غَيْرِ ٱلشَّاكِرِينَ وَٱلْأَشْرَارِ». (لو ٦:٣٥) وَفِي ٱلْوَاقِعِ، ٱقْتَدَى يَسُوعُ بِلُطْفِ ٱللّٰهِ. وَمَا ٱلَّذِي سَاعَدَهُ عَلَى فِعْلِ ذٰلِكَ؟ عَامَلَ يَسُوعُ ٱلنَّاسَ بِطَرِيقَةٍ لَطِيفَةٍ إِذْ فَكَّرَ مُسْبَقًا فِي وَقْعِ كَلِمَاتِهِ وَأَعْمَالِهِ عَلَيْهِمْ. مَثَلًا، عِنْدَمَا ٱقْتَرَبَتْ مِنْهُ ٱمْرَأَةٌ مَعْرُوفٌ أَنَّهَا خَاطِئَةٌ وَبَدَأَتْ تَبْكِي وَتَبُلُّ قَدَمَيْهِ بِدُمُوعِهَا، مَيَّزَ أَنَّهَا تَائِبَةٌ وَأَدْرَكَ أَنَّ قَلْبَهَا سَيَنْكَسِرُ إِذَا صَرَفَهَا بِقَسْوَةٍ. فَمَدَحَهَا عَلَى مَا فَعَلَتْهُ وَغَفَرَ لَهَا خَطَايَاهَا. وَعِنْدَمَا ٱعْتَرَضَ أَحَدُ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ عَلَى مَا حَصَلَ، أَجَابَهُ يَسُوعُ هُوَ أَيْضًا بِكَلِمَاتٍ لَطِيفَةٍ. — لو ٧:٣٦-٤٨.
٩ مَاذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نَقْتَدِيَ بِلُطْفِ ٱللّٰهِ؟ أَعْطُوا مَثَلًا.
٩ فَكَيْفَ نَقْتَدِي بِلُطْفِ ٱللّٰهِ؟ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ: «عَبْدُ ٱلرَّبِّ لَا يَلْزَمُ أَنْ يُشَاجِرَ، بَلْ يَلْزَمُ أَنْ يَكُونَ مُتَرَفِّقًا [«لَطِيفًا»، الترجمة اليسوعية الجديدة] نَحْوَ ٱلْجَمِيعِ». (٢ تي ٢:٢٤) فَٱلشَّخْصُ ٱللَّطِيفُ وَٱللَّبِقُ يَعْرِفُ كَيْفَ يَتَصَرَّفُ فِي ٱلْمَوَاقِفِ ٱلْحَسَّاسَةِ كَيْ لَا يَجْرَحَ مَشَاعِرَ ٱلْآخَرِينَ. فَكِّرْ كَيْفَ تُظْهِرُ ٱللُّطْفَ فِي هٰذِهِ ٱلْمَوَاقِفِ: فِي ٱلْعَمَلِ، مُدِيرُكَ لَا يَقُومُ بِمَهَامِّهِ كَمَا يَنْبَغِي، فَمَاذَا تَكُونُ رَدَّةُ فِعْلِكَ؟ فِي قَاعَةِ ٱلْمَلَكُوتِ، يَحْضُرُ أَخٌ ٱلِٱجْتِمَاعَ لِأَوَّلِ مَرَّةٍ مُنْذُ أَشْهُرٍ، فَمَاذَا تَقُولُ لَهُ؟ فِي ٱلْخِدْمَةِ، يَقُولُ لَكَ أَحَدُ أَصْحَابِ ٱلْبُيُوتِ: «أَنَا مَشْغُولٌ جِدًّا وَلَا أَقْدِرُ أَنْ أَتَحَدَّثَ إِلَيْكَ ٱلْآنَ»، فَهَلْ تُرَاعِي ظُرُوفَهُ؟ فِي ٱلْبَيْتِ، يَسْأَلُكَ رَفِيقُ زَوَاجِكَ: «لِمَاذَا لَمْ تُخْبِرْنِي عَنْ بَرْنَامَجِكَ لِيَوْمِ ٱلسَّبْتِ؟»، فَهَلْ تُجِيبُهُ بِطَرِيقَةٍ لَطِيفَةٍ؟ عِنْدَمَا نَضَعُ أَنْفُسَنَا مَكَانَ ٱلْآخَرِينَ وَنُفَكِّرُ فِي وَقْعِ كَلِمَاتِنَا عَلَيْهِمْ، نُمَيِّزُ كَيْفَ يَلْزَمُ أَنْ نَتَكَلَّمَ أَوْ نَتَصَرَّفَ تَمَثُّلًا بِلُطْفِ يَهْوَهَ. — اقرإ الامثال ١٥:٢٨.
اِقْتَدِ بِحِكْمَةِ ٱللّٰهِ
١٠، ١١ مَاذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نَقْتَدِيَ بِحِكْمَةِ ٱللّٰهِ؟ أَعْطُوا مَثَلًا.
١٠ تُسَاعِدُنَا قُدْرَتُنَا عَلَى تَصَوُّرِ أَحْدَاثٍ لَمْ نَخْتَبِرْهَا مِنْ قَبْلُ أَنْ نَتَمَثَّلَ أَيْضًا بِحِكْمَةِ يَهْوَهَ وَنَرَى مُسْبَقًا نَتَائِجَ أَفْعَالِنَا. فَٱلْحِكْمَةُ هِيَ إِحْدَى صِفَاتِ يَهْوَهَ ٱلرَّئِيسِيَّةِ. وَبِٱسْتِطَاعَتِهِ، إِنْ هُوَ شَاءَ، أَنْ يَعْرِفَ مُسْبَقًا وَبِٱلتَّفْصِيلِ نَتَائِجَ عَمَلٍ مَا. طَبْعًا، لَسْنَا بَعِيدِي ٱلنَّظَرِ إِلَى هٰذَا ٱلْحَدِّ، وَلٰكِنْ مِنَ ٱلْجَيِّدِ أَنْ نُفَكِّرَ فِي عَوَاقِبِ أَفْعَالِنَا. فَٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ لَمْ يُقَدِّرُوا عَوَاقِبَ عِصْيَانِهِمْ عَلَى ٱللّٰهِ. فَرَغْمَ كُلِّ مَا فَعَلَهُ مِنْ أَجْلِهِمْ، كَانُوا سَيَعْمَلُونَ ٱلشَّرَّ فِي عَيْنَيْهِ. وَإِذْ أَدْرَكَ مُوسَى ذٰلِكَ، رَنَّمَ عَلَى مَسَامِعِ كُلِّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ: «هُمْ أُمَّةٌ غَبِيَّةٌ، وَلَيْسَ فِيهِمْ فَهْمٌ. لَيْتَهُمْ حُكَمَاءُ! فَكَانُوا يَتَمَعَّنُونَ فِي هٰذَا، وَيَتَأَمَّلُونَ فِي آخِرَتِهِمْ». — تث ٣١:٢٩، ٣٠؛ ٣٢:٢٨، ٢٩.
١١ وَٱقْتِدَاءً بِحِكْمَةِ يَهْوَهَ، يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نُفَكِّرَ مَلِيًّا، حَتَّى أَنْ نَتَخَيَّلَ عَوَاقِبَ تَصَرُّفَاتِنَا. مَثَلًا، إِذَا كُنْتَ فِي فَتْرَةِ ٱلتَّوَدُّدِ، فَعَلَيْكَ أَلَّا تَسْتَهِينَ بِقُوَّةِ ٱلْجَاذِبِيَّةِ ٱلْجِنْسِيَّةِ. فَلَا تُخَطِّطْ لِأَمْرٍ أَوْ تَفْعَلْ شَيْئًا يُعَرِّضُ عَلَاقَتَكَ ٱلثَّمِينَةَ بِيَهْوَهَ لِلْخَطَرِ. بَلِ ٱعْمَلْ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلْمُلْهَمَةِ: «اَلنَّبِيهُ يَرَى ٱلْبَلِيَّةَ فَيَخْتَبِئُ، أَمَّا قَلِيلُو ٱلْخِبْرَةِ فَيَعْبُرُونَ وَيَنَالُونَ ٱلْجَزَاءَ». — ام ٢٢:٣.
حَذَارِ مِنَ ٱلتَّأَمُّلَاتِ ٱلْمُؤْذِيَةِ!
١٢ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ تُؤْذِيَنَا ٱلتَّأَمُّلَاتُ؟
١٢ يُدْرِكُ ٱلنَّبِيهُ أَنَّ ٱلتَّأَمُّلَاتِ تُشْبِهُ ٱلنِّيرَانَ. فَٱلنَّارُ نَافِعَةٌ إِذَا ٱسْتُعْمِلَتْ بِطَرِيقَةٍ مَضْبُوطَةٍ، كَمَا عِنْدَ طَهْوِ ٱلطَّعَامِ. لٰكِنَّهَا مُمِيتَةٌ إِذَا خَرَجَتْ عَنِ ٱلسَّيْطَرَةِ وَحَرَقَتْ مَنْزِلًا بِمَنْ فِيهِ. بِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ، ٱلتَّأَمُّلُ نَافِعٌ إِنْ كَانَ ٱلْهَدَفُ مِنْهُ ٱلِٱقْتِدَاءَ بِيَهْوَهَ. لٰكِنَّهُ مُؤْذٍ عِنْدَمَا يُغَذِّي ٱلرَّغَبَاتِ ٱلْفَاسِدَةَ. مَثَلًا، إِذَا ٱعْتَدْنَا عَلَى ٱلتَّأَمُّلِ فِي ٱلْأَعْمَالِ ٱلْخَاطِئَةِ نَنْدَفِعُ إِلَى تَرْجَمَةِ هٰذِهِ ٱلتَّخَيُّلَاتِ إِلَى عَمَلٍ. حَقًّا، إِنَّ ٱلتَّخَيُّلَاتِ ٱلْفَاسِدَةَ تُؤَدِّي إِلَى ٱلْمَوْتِ ٱلرُّوحِيِّ. — إقرأ يعقوب ١:١٤، ١٥.
١٣ أَيَّةُ حَيَاةٍ رُبَّمَا تَخَيَّلَتْهَا حَوَّاءُ؟
١٣ إِلَيْكَ مِثَالَ ٱلْمَرْأَةِ ٱلْأُولَى حَوَّاءَ. فَهِيَ نَمَّتِ ٱلرَّغْبَةَ فِي ٱلْأَكْلِ مِنْ ثَمَرِ ٱلشَّجَرَةِ ٱلْمُحَرَّمَةِ، «شَجَرَةِ مَعْرِفَةِ ٱلْخَيْرِ وَٱلشَّرِّ». (تك ٢:١٦، ١٧) قَالَتْ لَهَا ٱلْحَيَّةُ: «لَنْ تَمُوتَا. فَٱللّٰهُ عَالِمٌ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلَانِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا وَتَصِيرَانِ كَٱللّٰهِ، عَارِفَيْنِ ٱلْخَيْرَ وَٱلشَّرَّ. فَرَأَتِ ٱلْمَرْأَةُ أَنَّ ٱلشَّجَرَةَ جَيِّدَةٌ لِلْأَكْلِ وَشَهِيَّةٌ لِلْعُيُونِ». وَمَاذَا فَعَلَتْ؟ «أَخَذَتْ مِنْ ثَمَرِهَا وَأَكَلَتْ. ثُمَّ أَعْطَتْ أَيْضًا زَوْجَهَا مَعَهَا فَأَكَلَ». (تك ٣:١-٦) فَكَمَا يَبْدُو، رَاقَتْ لِحَوَّاءَ ٱلْفِكْرَةُ ٱلَّتِي عَرَضَهَا عَلَيْهَا ٱلشَّيْطَانُ: عِوَضَ أَنْ يُمْلِيَ ٱللّٰهُ عَلَيْهَا مَا هُوَ خَيْرٌ وَمَا هُوَ شَرٌّ، سَتَغْدُو هِيَ صَاحِبَةَ ٱلْقَرَارِ. وَكَمْ وَخِيمَةً كَانَتْ عَوَاقِبُ هٰذَا ٱلتَّفْكِيرِ! فَمِنْ خِلَالِ زَوْجِهَا ٱلْخَاطِئِ آدَمَ، «دَخَلَتِ ٱلْخَطِيَّةُ إِلَى ٱلْعَالَمِ وَبِٱلْخَطِيَّةِ ٱلْمَوْتُ». — رو ٥:١٢.
١٤ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ لِئَلَّا نُخْطِئَ ٱلتَّصَرُّفَ؟
١٤ صَحِيحٌ أَنَّ خَطِيَّةَ حَوَّاءَ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ لَا عَلَاقَةَ لَهَا بِٱلْفَسَادِ ٱلْجِنْسِيِّ، إِلَّا أَنَّ يَسُوعَ حَذَّرَ مِنَ ٱلِٱسْتِرْسَالِ فِي تَخَيُّلِ صُوَرٍ فَاسِدَةٍ جِنْسِيًّا. قَالَ: «كُلُّ مَنْ يُدَاوِمُ عَلَى ٱلنَّظَرِ إِلَى ٱمْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَهَا، فَقَدْ زَنَى بِهَا فِي قَلْبِهِ». (مت ٥:٢٨) وَحَذَّرَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ أَيْضًا: «لَا يَكُنْ عِنْدَكُمْ سَابِقُ تَخْطِيطٍ لِشَهَوَاتِ ٱلْجَسَدِ». — رو ١٣:١٤.
١٥ أَيَّ نَوْعٍ مِنَ ٱلْكُنُوزِ عَلَيْنَا أَنْ نَكْنِزَ، وَلِمَاذَا؟
١٥ وَمِنَ ٱلْخَطَرِ أَيْضًا أَنْ نَغْرَقَ فِي تَخَيُّلِ أَنْفُسِنَا مِنَ ٱلْأَغْنِيَاءِ فِيمَا نُولِي إِرْضَاءَ ٱللّٰهِ ٱلْقَلِيلَ مِنِ ٱهْتِمَامِنَا. وَفِي ٱلْوَاقِعِ، إِنَّ ثَرْوَةَ ٱلْغَنِيِّ هِيَ «مِثْلُ سُورٍ مَنِيعٍ فِي تَصَوُّرِهِ». (ام ١٨:١١) وَيَسُوعُ رَوَى قِصَّةً أَوْضَحَ فِيهَا كَمْ تَعِيسَةٌ هِيَ حَالُ مَنْ «يَكْنِزُ لِنَفْسِهِ وَلَيْسَ هُوَ غَنِيًّا لِلّٰهِ». (لو ١٢:١٦-٢١) فَضْلًا عَنْ ذٰلِكَ، يَفْرَحُ يَهْوَهُ عِنْدَمَا نَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ. (ام ٢٧:١١) وَكَمْ نَفْرَحُ نَحْنُ أَيْضًا حِينَ نَكْسِبُ رِضَاهُ لِأَنَّنَا نَكْنِزُ «كُنُوزًا فِي ٱلسَّمَاءِ»! (مت ٦:٢٠) وَلَا شَكَّ أَنَّ عَلَاقَتَنَا ٱلْجَيِّدَةَ بِيَهْوَهَ هِيَ أَثْمَنُ كَنْزٍ قَدْ نَقْتَنِيهِ.
كَيْفَ نَضْبِطُ مَشَاعِرَ ٱلْقَلَقِ وَٱلْهَمِّ
١٦ مَا هِيَ إِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ لِلتَّحَكُّمِ بِٱلْقَلَقِ؟
١٦ تَخَيَّلْ مَدَى ٱلْقَلَقِ ٱلَّذِي يَعْتَرِينَا إِذَا كُنَّا نَصُبُّ كُلَّ ٱهْتِمَامِنَا لِنُكَدِّسَ «كُنُوزًا عَلَى ٱلْأَرْضِ». (مت ٦:١٩) وَيَسُوعُ أَعْطَى مَثَلًا يُوضِحُ أَنَّ «هَمَّ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ هٰذَا وَقُوَّةَ ٱلْغِنَى ٱلْخَادِعَةَ» يُمْكِنُ أَنْ يَخْنُقَا كَلِمَةَ ٱلْمَلَكُوتِ. (مت ١٣:١٨، ١٩، ٢٢) وَسَوَاءٌ قَلِقَ ٱلْبَعْضُ حِيَالَ ٱلْمَالِ أَمْ لَا، تَسْتَحْوِذُ عَلَيْهِمْ تَخَيُّلَاتٌ سَوْدَاوِيَّةٌ عَنْ أَسْوَإِ ٱلْمَصَائِبِ ٱلَّتِي قَدْ تَحِلُّ بِهِمْ. إِلَّا أَنَّ ٱلْقَلَقَ غَيْرَ ٱلْمَضْبُوطِ يُؤْذِينَا جَسَدِيًّا وَرُوحِيًّا. لِذَا فَلْنَثِقْ بِيَهْوَهَ وَلْنَتَذَكَّرْ أَنَّ «ٱلْهَمَّ فِي قَلْبِ ٱلْإِنْسَانِ يَحْنِيهِ، أَمَّا ٱلْكَلِمَةُ ٱلطَّيِّبَةُ فَهِيَ تُفْرِحُهُ». (ام ١٢:٢٥) فَقُلُوبُنَا تَنْتَعِشُ حِينَ نَسْمَعُ كَلِمَاتٍ طَيِّبَةً وَمُشَجِّعَةً مِنْ أَشْخَاصٍ يَتَفَهَّمُونَنَا. وَإِذَا شَكَوْنَا هَمَّنَا إِلَى وَالِدٍ أَوْ رَفِيقِ زَوَاجٍ أَوْ صَدِيقٍ حَمِيمٍ يَرَى ٱلْأُمُورَ مِنْ مِنْظَارِ يَهْوَهَ فَذٰلِكَ دُونَ شَكٍّ سَيُزِيحُ ٱلْغَمَّ عَنْ صَدْرِنَا.
١٧ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا يَهْوَهُ كَيْ نَتَغَلَّبَ عَلَى ٱلْقَلَقِ؟
١٧ لَا أَحَدَ يَتَفَهَّمُ قَلَقَنَا مِثْلَ يَهْوَهَ. كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ: «لَا تَحْمِلُوا هَمًّا مِنْ جِهَةِ أَيِّ شَيْءٍ بَلْ فِي كُلِّ شَيْءٍ لِتُعْرَفْ طَلِبَاتُكُمْ لَدَى ٱللّٰهِ بِٱلصَّلَاةِ وَٱلتَّضَرُّعِ مَعَ ٱلشُّكْرِ. وَسَلَامُ ٱللّٰهِ ٱلَّذِي يَفُوقُ كُلَّ فِكْرٍ يَحْرُسُ قُلُوبَكُمْ وَقُوَاكُمُ ٱلْعَقْلِيَّةَ بِٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ». (في ٤:٦، ٧) فَفَكِّرْ فِي ٱلَّذِينَ يَحْمُونَنَا مِنَ ٱلْأَذَى ٱلرُّوحِيِّ مِثْلِ ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ، ٱلشُّيُوخِ، ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ، ٱلْمَلَائِكَةِ، يَسُوعَ، وَيَهْوَهَ نَفْسِهِ.
١٨ كَيْفَ يُفِيدُنَا ٱلتَّأَمُّلُ؟
١٨ كَمَا رَأَيْنَا، يُسَاعِدُنَا ٱلتَّأَمُّلُ عَلَى ٱلِٱقْتِدَاءِ بِصِفَاتِ ٱللّٰهِ مِثْلِ ٱلْمَحَبَّةِ. (١ تي ١:١١؛ ١ يو ٤:٨) وَسَنَكُونُ حَتْمًا سُعَدَاءَ إِذَا أَعْرَبْنَا عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ، تَأَمَّلْنَا فِي عَوَاقِبِ تَصَرُّفَاتِنَا، وَتَجَنَّبْنَا ٱلْهَمَّ ٱلَّذِي يَسْلُبُنَا ٱلْفَرَحَ. فَلْنُحْسِنْ إِذًا ٱسْتِخْدَامَ ٱلْقُدْرَةِ ٱلَّتِي مَنَحَنَا إِيَّاهَا ٱللّٰهُ أَنْ نَتَخَيَّلَ رَجَاءَنَا ٱلْمُنْتَظَرَ وَلْنَقْتَدِ بِمَحَبَّةِ يَهْوَهَ، وَلُطْفِهِ، وَحِكْمَتِهِ، وَفَرَحِهِ. — رو ١٢:١٢.