الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

‏«نجاتكم تقترب»!‏

‏«نجاتكم تقترب»!‏

‏«اِنْتَصِبُوا وَٱرْفَعُوا رُؤُوسَكُمْ لِأَنَّ نَجَاتَكُمْ تَقْتَرِبُ».‏ —‏ لو ٢١:‏٢٨‏.‏

اَلتَّرْنِيمَتَانِ:‏ ١٣٣،‏ ٤٣

١ أَيَّةُ أَحْدَاثٍ حَصَلَتْ سَنَةَ ٦٦ ب‌م؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.‏)‏

تَخَيَّلْ أَنَّكَ مَسِيحِيٌّ تَعِيشُ فِي أُورُشَلِيمَ سَنَةَ ٦٦ ب‌م.‏ اَلْأَحْدَاثُ مِنْ حَوْلِكَ تَتَسَارَعُ.‏ فَٱلْوَالِي ٱلرُّومَانِيُّ فْلُورِس صَادَرَ ١٧ وَزْنَةً مِنْ خِزَانَةِ ٱلْهَيْكَلِ ٱلْمُقَدَّسَةِ.‏ وَعَلَى ٱلْأَثَرِ،‏ أَشْعَلَ ٱلْيَهُودُ ثَوْرَةً،‏ فَسَفَكُوا دِمَاءَ ٱلْقُوَّاتِ ٱلرُّومَانِيَّةِ فِي أُورُشَلِيمَ وَأَعْلَنُوا ٱسْتِقْلَالَهُمْ عَنْ رُومَا.‏ لٰكِنَّ ٱلرَّدَّ مِنْ رُومَا يَأْتِي سَرِيعًا.‏ فَفِي غُضُونِ ثَلَاثَةِ شُهُورٍ،‏ يَزْحَفُ إِلَى أُورُشَلِيمَ ٣٠٬٠٠٠ جُنْدِيٍّ يَقُودُهُمْ حَاكِمُ سُورِيَّةَ ٱلرُّومَانِيُّ سِسْتِيُوس غَالُوس.‏ وَسُرْعَانَ مَا يَدْخُلُونَ ضَوَاحِيَ ٱلْمَدِينَةِ،‏ فَيَنْسَحِبُ ٱلْمُتَمَرِّدُونَ ٱلْيَهُودُ وَيَتَحَصَّنُونَ فِي ٱلْقَلْعَةِ ٱلَّتِي بِجَانِبِ ٱلْهَيْكَلِ.‏ بَعْدَ ذٰلِكَ،‏ يَشْرَعُ ٱلْجُنُودُ ٱلرُّومَانُ فِي تَقْوِيضِ ٱلسُّورِ ٱلْخَارِجِيِّ لِلْهَيْكَلِ،‏ فَيَدِبُّ ٱلذُّعْرُ إِلَى قُلُوبِ سُكَّانِ ٱلْمَدِينَةِ.‏ كَيْفَ تَشْعُرُ وَأَنْتَ تُشَاهِدُ ذٰلِكَ يَحْدُثُ عَلَى مَرْأًى مِنْ عَيْنَيْكَ؟‏

٢ أَيُّ إِجْرَاءٍ لَزِمَ أَنْ يَتَّخِذَهُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ سَنَةَ ٦٦ ب‌م،‏ وَكَيْفَ أُتِيحَتْ لَهُمُ ٱلْفُرْصَةُ لِذٰلِكَ؟‏

٢ فِي خِضَمِّ هٰذِهِ ٱلظُّرُوفِ،‏ تَتَذَكَّرُ كَلِمَاتِ يَسُوعَ ٱلْمُسَجَّلَةَ فِي إِنْجِيلِ لُوقَا:‏ ‏«مَتَى رَأَيْتُمْ أُورُشَلِيمَ مُحَاطَةً بِجُيُوشٍ مُعَسْكِرَةٍ،‏ فَحِينَئِذٍ ٱعْرِفُوا أَنَّ خَرَابَهَا قَدِ ٱقْتَرَبَ.‏ حِينَئِذٍ لِيَبْدَإِ ٱلَّذِينَ فِي ٱلْيَهُودِيَّةِ بِٱلْهَرَبِ إِلَى ٱلْجِبَالِ،‏ وَٱلَّذِينَ فِي وَسَطِهَا فَلْيُغَادِرُوا،‏ وَٱلَّذِينَ فِي ٱلْمَنَاطِقِ ٱلرِّيفِيَّةِ فَلَا يَدْخُلُوهَا».‏ (‏لو ٢١:‏٢٠،‏ ٢١‏)‏ لٰكِنَّكَ تَتَسَاءَلُ:‏ ‹كَيْفَ عَسَايَ أُطِيعُ إِرْشَادَاتِ يَسُوعَ،‏ أَيْ أَنْ أُغَادِرَ أُورُشَلِيمَ،‏ وَٱلْجُنُودُ مُحِيطُونَ بِهَا؟‏›.‏ ثُمَّ يَحْدُثُ مَا لَمْ يَكُنْ فِي ٱلْحُسْبَانِ.‏ فَهَا هُمُ ٱلْجُنُودُ ٱلرُّومَانُ يَبْدَأُونَ بِٱلتَّرَاجُعِ!‏ فَكَمَا أَنْبَأَ يَسُوعُ،‏ ‹يُقَصَّرُ› هُجُومُهُمْ عَلَى ٱلْمَدِينَةِ.‏ (‏مت ٢٤:‏٢٢‏)‏ إِنَّهَا فُرْصَتُكَ ٱلذَّهَبِيَّةُ لِتُطِيعَ إِرْشَادَاتِ يَسُوعَ!‏ فَتُسْرِعُ فِي ٱلْهَرَبِ إِلَى ٱلْجِبَالِ ٱلْوَاقِعَةِ فِي ٱلنَّاحِيَةِ ٱلْأُخْرَى مِنْ نَهْرِ ٱلْأُرْدُنِّ مَعَ بَاقِي ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأُمَنَاءِ فِي ٱلْمَدِينَةِ وَضَوَاحِيهَا.‏ * وَفِي سَنَةِ ٧٠ ب‌م،‏ يَنْقَضُّ ٱلْجَيْشُ ٱلرُّومَانِيُّ مُجَدَّدًا عَلَى أُورُشَلِيمَ وَيُدَمِّرُهَا.‏ أَمَّا أَنْتَ فَتَنْجُو بِحَيَاتِكَ لِأَنَّكَ أَطَعْتَ تَعْلِيمَاتِ يَسُوعَ.‏

٣ أَيُّ وَضْعٍ سَيُوَاجِهُهُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ قَرِيبًا،‏ وَمَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟‏

٣ قَرِيبًا،‏ لَا بَلْ فِي ٱلْقَرِيبِ ٱلْعَاجِلِ،‏ سَيُوَاجِهُ كُلٌّ مِنَّا وَضْعًا مُشَابِهًا.‏ فَيَسُوعُ لَمْ يَهْدِفْ فَقَطْ إِلَى تَحْذِيرِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ مِنْ دَمَارِ أُورُشَلِيمَ،‏ بَلِ ٱسْتَخْدَمَ أَيْضًا ٱلْأَحْدَاثَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ لِيَشْرَحَ مَا سَيَحْدُثُ عِنْدَمَا يَنْدَلِعُ ‹ٱلضِّيقُ ٱلْعَظِيمُ› فَجْأَةً.‏ (‏مت ٢٤:‏٣،‏ ٢١،‏ ٢٩‏)‏ وَكَمَا نَجَا ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْأُمَنَاءُ مِنْ دَمَارِ أُورُشَلِيمَ،‏ سَيَنْجُو «جَمْعٌ كَثِيرٌ» مِنَ ٱلْكَارِثَةِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْمُقْبِلَةِ.‏ ‏(‏اقرإ الرؤيا ٧:‏٩،‏ ١٣،‏ ١٤‏.‏)‏ وَلٰكِنْ مَاذَا يُخْبِرُنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنْ هٰذِهِ ٱلْأَحْدَاثِ ٱلْقَادِمَةِ؟‏ يَجِبُ أَنْ يَهُمَّنَا جَوَابُ هٰذَا ٱلسُّؤَالِ لِأَنَّ نَجَاتَنَا عَلَى ٱلْمِحَكِّ.‏ فَلْنَتَفَحَّصِ ٱلْآنَ كَيْفَ تُؤَثِّرُ فِينَا شَخْصِيًّا هٰذِهِ ٱلْأَحْدَاثُ ٱلْمُسْتَقْبَلِيَّةُ.‏

بِدَايَةُ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ

٤ مَاذَا يَسِمُ بِدَايَةَ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ،‏ وَكَيْفَ سَيَحْدُثُ ذٰلِكَ؟‏

٤ سَيَبْدَأُ ٱلضِّيقُ ٱلْعَظِيمُ بِدَمَارِ كُلِّ ٱلْأَدْيَانِ ٱلْبَاطِلَةِ.‏ وَيُسَمِّي ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ ٱلدِّينَ ٱلْبَاطِلَ «بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةَ،‏ أُمَّ ٱلْعَاهِرَاتِ».‏ (‏رؤ ١٧:‏٥-‏٧‏)‏ وَكَمْ هُوَ مُلَائِمٌ أَنْ يُشَبَّهَ ٱلدِّينُ ٱلْبَاطِلُ بِعَاهِرَةٍ!‏ فَرِجَالُ ٱلدِّينِ يَزْنُونَ مَعَ حُكَّامِ هٰذَا ٱلْعَالَمِ ٱلشِّرِّيرِ.‏ فَعِوَضَ تَأْيِيدِ يَسُوعَ وَمَلَكُوتِهِ بِوَلَاءٍ،‏ يُؤَيِّدُونَ ٱلْحُكَّامَ ٱلْبَشَرَ وَيَتَجَاهَلُونَ ٱلْمَبَادِئَ ٱلْإِلٰهِيَّةَ لِيَكْسِبُوا نُفُوذًا سِيَاسِيًّا.‏ وَبِذٰلِكَ يَكُونُ ٱلتَّبَايُنُ صَارِخًا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلطَّاهِرِينَ ٱلْمُشَبَّهِينَ بِعَذْرَاءَ عَفِيفَةٍ.‏ (‏٢ كو ١١:‏٢؛‏ يع ١:‏٢٧؛‏ رؤ ١٤:‏٤‏)‏ وَلٰكِنْ مَنْ سَيُدَمِّرُ بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةَ؟‏ إِنَّهُمُ ‹ٱلْقُرُونُ ٱلْعَشَرَةُ لِلْوَحْشِ ٱلْقِرْمِزِيِّ ٱللَّوْنِ› ٱلَّذِينَ سَيَضَعُ يَهْوَهُ «فِكْرَهُ» فِي قُلُوبِهِمْ.‏ وَيُمَثِّلُ ٱلْوَحْشُ ٱلْأُمَمَ ٱلْمُتَّحِدَةَ،‏ فِيمَا تُمَثِّلُ «ٱلْقُرُونُ ٱلْعَشَرَةُ» كُلَّ ٱلْقُوَى ٱلسِّيَاسِيَّةِ ٱلَّتِي تَدْعَمُهُ.‏ —‏ اقرإ الرؤيا ١٧:‏٣،‏ ١٦-‏١٨‏.‏

٥،‏ ٦ عَلَى أَيِّ أَسَاسٍ نَسْتَنْتِجُ أَنَّ دَمَارَ بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ لَا يَعْنِي مَوْتَ كُلِّ ٱلْمُتَدَيِّنِينَ؟‏

٥ وَلٰكِنْ،‏ هَلْ يَعْنِي دَمَارُ بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ مَوْتَ كُلِّ أَعْضَاءِ ٱلْأَدْيَانِ ٱلْبَاطِلَةِ؟‏ كَلَّا،‏ فَقَدْ أُوحِيَ إِلَى ٱلنَّبِيِّ زَكَرِيَّا أَنْ يَكْتُبَ عَمَّا سَيَحْدُثُ آنَذَاكَ.‏ فَسَيَقُولُ مَنْ كَانَ سَابِقًا عُضْوًا فِي ٱلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ:‏ «‹أَنَا لَسْتُ نَبِيًّا.‏ أَنَا رَجُلٌ يَفْلَحُ ٱلْأَرْضَ،‏ لِأَنَّ إِنْسَانًا ٱقْتَنَانِي مُنْذُ صِبَايَ›.‏ فَيُقَالُ لَهُ:‏ ‹مَا هٰذِهِ ٱلْجُرُوحُ فِي جِسْمِكَ بَيْنَ ذِرَاعَيْكَ؟‏›.‏ فَيَقُولُ:‏ ‹هِيَ ٱلَّتِي أُصِبْتُ بِهَا فِي بَيْتِ أَحِبَّائِي›».‏ (‏زك ١٣:‏٤-‏٦‏)‏ فَعَلَى مَا يَظْهَرُ،‏ سَيَتَخَلَّى بَعْضُ رِجَالِ ٱلدِّينِ عَنْ تَدَيُّنِهِمْ وَيُنْكِرُونَ أَيَّةَ عَلَاقَةٍ لَهُمْ بِتِلْكَ ٱلْأَدْيَانِ ٱلْبَاطِلَةِ.‏

٦ وَمَاذَا سَيَجْرِي لِشَعْبِ ٱللهِ فِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ؟‏ يَقُولُ يَسُوعُ:‏ «لَوْ لَمْ تُقَصَّرْ تِلْكَ ٱلْأَيَّامُ،‏ لَمْ يَخْلُصْ جَسَدٌ.‏ وَلٰكِنْ لِأَجْلِ ٱلْمُخْتَارِينَ تُقَصَّرُ تِلْكَ ٱلْأَيَّامُ».‏ ‏(‏مت ٢٤:‏٢٢‏)‏ فَكَمَا رَأَيْنَا فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ،‏ «قُصِّرَ» ٱلضِّيقُ سَنَةَ ٦٦ ب‌م،‏ مَا أَتَاحَ ‹لِلْمُخْتَارِينَ›،‏ أَيِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ،‏ أَنْ يَهْرُبُوا مِنَ ٱلْمَدِينَةِ وَضَوَاحِيهَا.‏ بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ،‏ ‹سَيُقَصَّرُ› ٱلْجُزْءُ ٱلْأَوَّلُ مِنَ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ ٱلْمُقْبِلِ بِسَبَبِ «ٱلْمُخْتَارِينَ».‏ فَلَنْ يُسْمَحَ ‹لِلْقُرُونِ ٱلْعَشَرَةِ› بِأَنْ تُبِيدَ شَعْبَ ٱللهِ،‏ بَلْ سَتَكُونُ هُنَاكَ هُدْنَةٌ قَصِيرَةٌ بَعْدَ ٱنْتِهَاءِ ٱلْهُجُومِ عَلَى بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ.‏

وَقْتُ ٱمْتِحَانٍ وَدَيْنُونَةٍ

٧،‏ ٨ أَيَّةُ فُرْصَةٍ سَتَسْنَحُ لَنَا بَعْدَ دَمَارِ بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ،‏ وَكَيْفَ سَيَخْتَلِفُ شَعْبُ ٱللهِ عَنْ سِوَاهُمْ فِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ؟‏

٧ مَاذَا سَيَحْدُثُ بَعْدَ دَمَارِ بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ؟‏ سَيَكُونُ ٱلْوَقْتُ لِنَكْشِفَ عَنْ مَكْنُونَاتِ قُلُوبِنَا.‏ فَمُعْظَمُ ٱلنَّاسِ سَيَحْتَمُونَ بِٱلْهَيْئَاتِ ٱلْبَشَرِيَّةِ ٱلْمُشَبَّهَةِ بِـ‍ «صُخُورِ ٱلْجِبَالِ».‏ (‏رؤ ٦:‏١٥-‏١٧‏)‏ أَمَّا شَعْبُ ٱللهِ فَسَيَحْتَمُونَ بِيَهْوَهَ.‏ عِنْدَمَا «قُصِّرَ» ٱلْهُجُومُ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ،‏ لَمْ يَكُنِ ٱلْوَقْتُ آنَذَاكَ لِيَهْتَدِيَ ٱلْيَهُودُ بِٱلْجُمْلَةِ إِلَى ٱلْمَسِيحِيَّةِ.‏ بَلْ كَانَ وَقْتًا لِلطَّاعَةِ وَٱلْعَمَلِ،‏ إِذْ وَجَبَ عَلَى ٱلَّذِينَ كَانُوا قَدْ صَارُوا مَسِيحِيِّينَ أَنْ يُطِيعُوا إِرْشَادَاتِ يَسُوعَ وَيَخْرُجُوا مِنْ أُورُشَلِيمَ.‏ عَلَى نَحْوٍ مُشَابِهٍ،‏ لَا نَتَوَقَّعُ أَنْ تَعْتَنِقَ ٱلْحَقَّ أَعْدَادٌ كَبِيرَةٌ مِنَ ٱلنَّاسِ حِينَ ‹يُقَصَّرُ› ٱلْهُجُومُ عَلَى بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ.‏ بِٱلْأَحْرَى،‏ سَتُتَاحُ ٱلْفُرْصَةُ أَمَامَ كُلِّ ٱلْعُبَّادِ ٱلْحَقِيقِيِّينَ لِيُبَرْهِنُوا عَنْ مَحَبَّتِهِمْ لِيَهْوَهَ وَيَدْعَمُوا إِخْوَةَ ٱلْمَسِيحِ.‏ —‏ مت ٢٥:‏٣٤-‏٤٠‏.‏

٨ صَحِيحٌ أَنَّنَا لَا نَعْلَمُ يَقِينًا كُلَّ مَا سَيَحْصُلُ خِلَالَ وَقْتِ ٱلِٱمْتِحَانِ هٰذَا،‏ لٰكِنْ مِنَ ٱلْمُتَوَقَّعِ أَنْ نُضْطَرَّ إِلَى بَذْلِ ٱلتَّضْحِيَاتِ.‏ فَفِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ،‏ لَزِمَ أَنْ يَتْرُكَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ مُمْتَلَكَاتِهِمْ خَلْفَهُمْ وَيَحْتَمِلُوا ٱلْمَصَاعِبَ بُغْيَةَ ٱلنَّجَاةِ.‏ (‏مر ١٣:‏١٥-‏١٨‏)‏ لِذَا،‏ يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نَسْأَلَ أَنْفُسَنَا:‏ ‹هَلْ أَنَا مُسْتَعِدٌّ لِلتَّخَلِّي عَنِ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلْمَادِّيَّةِ؟‏ وَهَلْ أَنَا مُسْتَعِدٌّ لِفِعْلِ كُلِّ مَا يَلْزَمُ كَيْ أَبْقَى وَلِيًّا لِيَهْوَهَ؟‏›.‏ فَكِّرْ فِي مَا يَلِي:‏ فِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ،‏ سَنَكُونُ ٱلْوَحِيدِينَ ٱلَّذِينَ يَعْبُدُونَ إِلٰهَهُمْ مَهْمَا حَدَثَ،‏ تَمَامًا مِثْلَ ٱلنَّبِيِّ دَانِيَالَ.‏ —‏ دا ٦:‏١٠،‏ ١١‏.‏

٩،‏ ١٠ ‏(‏أ)‏ أَيَّةُ رِسَالَةٍ سَيُعْلِنُهَا شَعْبُ ٱللهِ خِلَالَ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ سَتَكُونُ رَدَّةُ فِعْلِ أَعْدَاءِ شَعْبِ ٱللهِ؟‏

٩ إِنَّ ٱلضِّيقَ ٱلْعَظِيمَ لَنْ يَكُونَ وَقْتًا لِلْكِرَازَةِ «بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ».‏ فَهٰذَا ٱلْعَمَلُ سَيَكُونُ قَدِ ٱنْتَهَى وَحَانَ ٱلْأَوَانُ لِتَأْتِيَ «ٱلنِّهَايَةُ».‏ (‏مت ٢٤:‏١٤‏)‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ شَعْبَ ٱللهِ سَيُعْلِنُ بِجُرْأَةٍ رِسَالَةَ دَيْنُونَةٍ قَوِيَّةً،‏ رُبَّمَا يَكُونُ مَضْمُونُهَا إِعْلَانًا عَنْ قُرْبِ نِهَايَةِ عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ ٱلشِّرِّيرِ.‏ وَيُشَبِّهُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ هٰذِهِ ٱلرِّسَالَةَ بِٱلْبَرَدِ،‏ قَائِلًا:‏ «نَزَلَ مِنَ ٱلسَّمَاءِ عَلَى ٱلنَّاسِ بَرَدٌ عَظِيمٌ،‏ كُلُّ حَبَّةٍ مِنْهُ نَحْوُ ثِقْلِ وَزْنَةٍ،‏ وَجَدَّفَ ٱلنَّاسُ عَلَى ٱللهِ بِسَبَبِ ضَرْبَةِ ٱلْبَرَدِ،‏ لِأَنَّ ضَرْبَتَهُ كَانَتْ عَظِيمَةً جِدًّا».‏ —‏ رؤ ١٦:‏٢١‏.‏

١٠ طَبْعًا،‏ لَنْ تَمُرَّ هٰذِهِ ٱلرِّسَالَةُ ٱلْقَوِيَّةُ مُرُورَ ٱلْكِرَامِ،‏ بَلْ سَتَلْفِتُ ٱنْتِبَاهَ أَعْدَائِنَا.‏ فَيَهْوَهُ أَوْحَى إِلَى ٱلنَّبِيِّ حَزْقِيَالَ أَنْ يَشْرَحَ مَا سَيَفْعَلُهُ جُوجٌ ٱلْمَاجُوجِيُّ ٱلَّذِي يُمَثِّلُ تَحَالُفًا أُمَمِيًّا‏،‏ قَائِلًا:‏ «هٰكَذَا قَالَ ٱلسَّيِّدُ ٱلرَّبُّ يَهْوَهُ:‏ ‹وَيَكُونُ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ أَنَّ أُمُورًا تَصْعَدُ عَلَى قَلْبِكَ فَتُدَبِّرُ خُطَّةً مُؤْذِيَةً،‏ وَتَقُولُ:‏ «أَصْعَدُ عَلَى أَرْضٍ أَعْرَاءٍ.‏ آتِي ٱلْهَادِئِينَ ٱلسَّاكِنِينَ فِي أَمْنٍ،‏ ٱلَّذِينَ يَسْكُنُونَ جَمِيعًا بِلَا سُورٍ،‏ وَلَيْسَ لَهُمْ مَزَالِيجُ وَلَا مَصَارِيعُ».‏ لِغُنْمِ ٱلْغَنِيمَةِ وَنَهْبِ ٱلنَّهْبِ،‏ لِرَدِّ يَدِكَ عَلَى ٱلْخِرَبِ ٱلَّتِي صَارَتْ مَسْكُونَةً وَعَلَى ٱلشَّعْبِ ٱلْمَجْمُوعِ مِنَ ٱلْأُمَمِ،‏ ٱلْجَامِعِ ثَرْوَةً وَأَمْلَاكًا وَٱلسَّاكِنِ فِي وَسَطِ ٱلْأَرْضِ›».‏ (‏حز ٣٨:‏١٠-‏١٢‏)‏ فَسَيَتَمَيَّزُ شَعْبُ ٱللهِ عَمَّنْ حَوْلَهُمْ وَيَبْرُزُونَ كَمَا لَوْ أَنَّهُمْ «فِي وَسَطِ ٱلْأَرْضِ».‏ عِنْدَئِذٍ لَنْ تَتَمَالَكَ ٱلْأُمَمُ نَفْسَهَا،‏ وَتَكُونُ مُتَلَهِّفَةً إِلَى مُهَاجَمَةِ ٱلْمَمْسُوحِينَ وَٱلَّذِينَ يَدْعَمُونَهُمْ.‏

١١ ‏(‏أ)‏ مَاذَا يَجِبُ أَنْ نُبْقِيَ فِي بَالِنَا بِخُصُوصِ تَسَلْسُلِ ٱلْأَحْدَاثِ خِلَالَ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ سَتَكُونُ رَدَّةُ فِعْلِ ٱلنَّاسِ حِينَ يَرَوْنَ ٱلْآيَاتِ ٱلَّتِي تَظْهَرُ فِي ٱلسَّمٰوَاتِ؟‏

١١ وَمَاذَا سَيَحْدُثُ بَعْدَئِذٍ؟‏ لِنُبْقِ فِي بَالِنَا أَنَّ كَلِمَةَ ٱللهِ لَا تَكْشِفُ لَنَا تَسَلْسُلَ ٱلْأَحْدَاثِ بِٱلضَّبْطِ.‏ فَيَبْدُو أَنَّ بَعْضَهَا سَيَحْصُلُ فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ.‏ قَالَ يَسُوعُ فِي نُبُوَّتِهِ عَنِ ٱخْتِتَامِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ:‏ «تَكُونُ آيَاتٌ فِي ٱلشَّمْسِ وَٱلْقَمَرِ وَٱلنُّجُومِ،‏ وَعَلَى ٱلْأَرْضِ كَرْبُ أُمَمٍ لَا تَدْرِي أَيْنَ ٱلْمَنْفَذُ بِسَبَبِ عَجِيجِ ٱلْبَحْرِ وَهَيَجَانِهِ،‏ فِي حِينِ أَنَّ ٱلنَّاسَ يُغْشَى عَلَيْهِمْ مِنَ ٱلْخَوْفِ وَتَرَقُّبِ مَا يَأْتِي عَلَى ٱلْمَسْكُونَةِ،‏ لِأَنَّ قُوَّاتِ ٱلسَّمٰوَاتِ تَتَزَعْزَعُ.‏ ثُمَّ يَرَوْنَ ٱبْنَ ٱلْإِنْسَانِ آتِيًا فِي سَحَابَةٍ بِقُدْرَةٍ وَمَجْدٍ عَظِيمٍ».‏ (‏لو ٢١:‏٢٥-‏٢٧‏؛‏ اقرأ مرقس ١٣:‏٢٤-‏٢٦‏.‏)‏ وَهَلْ يَشْمُلُ إِتْمَامُ هٰذِهِ ٱلنُّبُوَّةِ آيَاتٍ وَظَوَاهِرَ مُخِيفَةً فِي ٱلسَّمٰوَاتِ ٱلْحَرْفِيَّةِ؟‏ مَا عَلَيْنَا إِلَّا أَنْ نَنْتَظِرَ لِنَرَى.‏ وَلٰكِنْ مَهْمَا كَانَتْ هٰذِهِ ٱلْآيَاتُ،‏ فَسَتُوقِعُ ٱلرُّعْبَ وَٱلذُّعْرَ فِي قُلُوبِ أَعْدَاءِ ٱللهِ.‏

سَنَرْفَعُ رُؤُوسَنَا وَاثِقِينَ،‏ لِأَنَّ نَجَاتَنَا تَقْتَرِبُ!‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَتَيْنِ ١٢،‏ ١٣.‏)‏

١٢،‏ ١٣ ‏(‏أ)‏ مَاذَا سَيَحْدُثُ حِينَ يَأْتِي يَسُوعُ «بِقُدْرَةٍ وَمَجْدٍ عَظِيمٍ»؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ سَيَتَصَرَّفُ خُدَّامُ ٱللهِ فِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ؟‏

١٢ مَاذَا سَيَحْدُثُ حِينَ يَأْتِي يَسُوعُ «بِقُدْرَةٍ وَمَجْدٍ عَظِيمٍ»؟‏ سَيُكَافِئُ ٱلْأَبْرَارَ وَيُعَاقِبُ غَيْرَ ٱلْأُمَنَاءِ.‏ (‏مت ٢٤:‏٤٦،‏ ٤٧،‏ ٥٠،‏ ٥١؛‏ ٢٥:‏١٩،‏ ٢٨-‏٣٠‏)‏ وَقَدِ ٱسْتَخْدَمَ يَسُوعُ مَثَلًا لِيُوضِحَ بِأَكْثَرِ تَفْصِيلٍ مَا سَيَحْدُثُ عِنْدَ مَجِيئِهِ،‏ قَائِلًا:‏ «مَتَى جَاءَ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ فِي مَجْدِهِ وَجَمِيعُ ٱلْمَلَائِكَةِ مَعَهُ،‏ فَحِينَئِذٍ يَجْلِسُ عَلَى عَرْشِهِ ٱلْمَجِيدِ.‏ وَتَجْتَمِعُ أَمَامَهُ كُلُّ ٱلْأُمَمِ،‏ فَيَفْرِزُ بَعْضَهُمْ مِنْ بَعْضٍ،‏ كَمَا يَفْرِزُ ٱلرَّاعِي ٱلْخِرَافَ مِنَ ٱلْجِدَاءِ.‏ فَيَضَعُ ٱلْخِرَافَ عَنْ يَمِينِهِ وَٱلْجِدَاءَ عَنْ يَسَارِهِ».‏ (‏مت ٢٥:‏٣١-‏٣٣‏)‏ وَكَيْفَ سَيُحَاسَبُ ٱلْخِرَافُ وَٱلْجِدَاءُ؟‏ يَنْتَهِي ٱلْمَثَلُ بِٱلْقَوْلِ:‏ «يَذْهَبُ هٰؤُلَاءِ [ٱلْجِدَاءُ] إِلَى قَطْعٍ أَبَدِيٍّ،‏ وَٱلْأَبْرَارُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ».‏ —‏ مت ٢٥:‏٤٦‏.‏

١٣ وَكَيْفَ سَيَتَصَرَّفُ ٱلْجِدَاءُ حِينَ يُدْرِكُونَ أَنَّ مَصِيرَهُمْ هُوَ ‹ٱلْقَطْعُ ٱلْأَبَدِيُّ›؟‏ ‹سَيَلْطِمُونَ صُدُورَهُمْ نَائِحِينَ›.‏ (‏مت ٢٤:‏٣٠‏)‏ وَمَاذَا عَنِ ٱلْمَمْسُوحِينَ وَٱلَّذِينَ يَدْعَمُونَهُمْ؟‏ سَيَعْمَلُونَ بِكَلِمَاتِ يَسُوعَ:‏ «مَتَى ٱبْتَدَأَتْ هٰذِهِ تَكُونُ،‏ فَٱنْتَصِبُوا وَٱرْفَعُوا رُؤُوسَكُمْ لِأَنَّ نَجَاتَكُمْ تَقْتَرِبُ».‏ (‏لو ٢١:‏٢٨‏)‏ فَإِيمَانًا مِنْهُمْ بِيَهْوَهَ وَٱبْنِهِ،‏ سَيَكُونُونَ عَلَى ثِقَةٍ تَامَّةٍ مِنْ نَجَاتِهِمْ.‏

يَسْطَعُ ٱلْأَبْرَارُ فِي ٱلْمَلَكُوتِ

١٤،‏ ١٥ أَيُّ عَمَلِ تَجْمِيعٍ سَيَحْصُلُ بَعْدَ بِدَايَةِ هُجُومِ جُوجٍ ٱلْمَاجُوجِيِّ،‏ وَكَيْفَ سَيَحْدُثُ ذٰلِكَ؟‏

١٤ مَاذَا سَيَحْصُلُ بَعْدَمَا يَبْدَأُ هُجُومُ جُوجٍ ٱلْمَاجُوجِيِّ عَلَى شَعْبِ ٱللهِ؟‏ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ إِنَّ ٱبْنَ ٱلْإِنْسَانِ «يُرْسِلُ .‏ .‏ .‏ ٱلْمَلَائِكَةَ وَيَجْمَعُ مُخْتَارِيهِ مِنَ ٱلرِّيَاحِ ٱلْأَرْبَعِ،‏ مِنْ أَقْصَى ٱلْأَرْضِ إِلَى أَقْصَى ٱلسَّمَاءِ».‏ (‏مر ١٣:‏٢٧؛‏ مت ٢٤:‏٣١‏)‏ إِنَّ عَمَلَ ٱلتَّجْمِيعِ هٰذَا لَا يُشِيرُ إِلَى خَتْمِ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلْأَوَّلِيِّ وَلَا إِلَى ٱلْخَتْمِ ٱلنِّهَائِيِّ لِلْبَقِيَّةِ ٱلْمَمْسُوحَةِ.‏ (‏مت ١٣:‏٣٧،‏ ٣٨‏)‏ فَهُمْ يُخْتَمُونَ ٱلْخَتْمَ ٱلنِّهَائِيَّ قَبْلَ ٱنْدِلَاعِ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ.‏ (‏رؤ ٧:‏١-‏٤‏)‏ إِذًا،‏ مَا هُوَ عَمَلُ ٱلتَّجْمِيعِ ٱلَّذِي أَتَى يَسُوعُ عَلَى ذِكْرِهِ؟‏ إِنَّهُ يُشِيرُ إِلَى ٱلْوَقْتِ ٱلَّذِي تَنَالُ فِيهِ ٱلْبَقِيَّةُ ٱلْمَمْسُوحَةُ مُكَافَأَتَهَا ٱلسَّمَاوِيَّةَ.‏ (‏١ تس ٤:‏١٥-‏١٧؛‏ رؤ ١٤:‏١‏)‏ وَسَيَحْدُثُ ذٰلِكَ فِي مَرْحَلَةٍ مَا بَعْدَ بِدَايَةِ هُجُومِ جُوجٍ ٱلْمَاجُوجِيِّ.‏ (‏حز ٣٨:‏١١‏)‏ إِذَّاكَ،‏ تَتِمُّ كَلِمَاتُ يَسُوعَ:‏ «فِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ يَسْطَعُ ٱلْأَبْرَارُ كَٱلشَّمْسِ فِي مَلَكُوتِ أَبِيهِمْ».‏ ‏—‏ مت ١٣:‏٤٣‏.‏ *

١٥ يُؤْمِنُ كَثِيرُونَ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْمَسِيحِيِّ أَنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ سَيُؤْخَذُونَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ بِأَجْسَادِهِمْ،‏ وَأَنَّهُمْ سَيَرَوْنَ بِأَعْيُنِهِمْ رُجُوعَ يَسُوعَ لِيَحْكُمَ ٱلْأَرْضَ.‏ لٰكِنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يُظْهِرُ بِوُضُوحٍ أَنَّ «آيَةَ ٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ» سَتَظْهَرُ فِي ٱلسَّمَاءِ وَأَنَّ يَسُوعَ سَيَأْتِي «عَلَى سُحُبِ ٱلسَّمَاءِ»،‏ مَا يَدُلُّ أَنَّ رُجُوعَهُ سَيَكُونُ غَيْرَ مَنْظُورٍ.‏ (‏مت ٢٤:‏٣٠‏)‏ بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى ذٰلِكَ،‏ «إِنَّ لَحْمًا وَدَمًا لَا يَقْدِرَانِ أَنْ يَرِثَا مَلَكُوتَ ٱللهِ».‏ وَعَلَيْهِ،‏ فَقَبْلَ أَنْ يُؤْخَذَ ٱلْمَمْسُوحُونَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ،‏ يَجِبُ أَوَّلًا أَنْ ‹يَتَغَيَّرُوا،‏ فِي لَحْظَةٍ،‏ فِي طَرْفَةِ عَيْنٍ،‏ أَثْنَاءَ ٱلْبُوقِ ٱلْأَخِيرِ›.‏ * ‏(‏اقرأ ١ كورنثوس ١٥:‏٥٠-‏٥٣‏.‏)‏ فَٱلْمَمْسُوحُونَ ٱلْأُمَنَاءُ ٱلْبَاقُونَ عَلَى ٱلْأَرْضِ سَيُجْمَعُونَ دُفْعَةً وَاحِدَةً فِي لَحْظَةٍ مِنَ ٱلزَّمَنِ.‏

١٦،‏ ١٧ مَاذَا يَجِبُ أَنْ يَحْصُلَ قَبْلَ عُرْسِ ٱلْحَمَلِ؟‏

١٦ وَحَالَمَا يَصِيرُ كُلُّ ٱلْمَمْسُوحِينَ فِي ٱلسَّمَاءِ،‏ يُمْكِنُ أَنْ تَبْدَأَ ٱلتَّحْضِيرَاتُ ٱلنِّهَائِيَّةُ لِعُرْسِ ٱلْحَمَلِ.‏ (‏رؤ ١٩:‏٩‏)‏ وَلٰكِنْ،‏ ثَمَّةَ أَمْرٌ آخَرُ يَجِبُ أَنْ يَحْصُلَ قَبْلَ هٰذَا ٱلْحَدَثِ ٱلْهَامِّ.‏ فَسَيَأْتِي يَسُوعُ مَعَ ٱلْـ‍ ١٤٤٬٠٠٠ لِيُنْقِذُوا شَعْبَ ٱللهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ تَذَكَّرْ أَنَّنَا تَحَدَّثْنَا عَنْ هُجُومِ جُوجٍ ٱلَّذِي سَيَحْدُثُ قَبْلَ أَنْ تُؤْخَذَ ٱلْبَقِيَّةُ ٱلْمَمْسُوحَةُ إِلَى ٱلسَّمَاءِ.‏ (‏حز ٣٨:‏١٦‏)‏ فَكَيْفَ سَيَتَصَرَّفُ شَعْبُ ٱللهِ ٱلَّذِي سَيَبْدُو دُونَ حِمَايَةٍ؟‏ سَوْفَ يُطِيعُونَ ٱلْإِرْشَادَاتِ ٱلَّتِي أُعْطِيَتْ فِي عَهْدِ ٱلْمَلِكِ يَهُوشَافَاطَ:‏ «لَيْسَ عَلَيْكُمْ أَنْ تُحَارِبُوا فِي هٰذِهِ.‏ قِفُوا ٱثْبُتُوا وَٱنْظُرُوا خَلَاصَ يَهْوَهَ لِأَجْلِكُمْ.‏ فَيَا يَهُوذَا وَيَا أُورُشَلِيمُ،‏ لَا تَخَافُوا وَلَا تَرْتَاعُوا».‏ (‏٢ اخ ٢٠:‏١٧‏)‏ غَيْرَ أَنَّ رَدَّةَ ٱلْفِعْلِ فِي ٱلسَّمَاءِ سَتَكُونُ مُخْتَلِفَةً.‏ فَإِشَارَةً إِلَى ٱلْوَقْتِ ٱلَّذِي سَيَصِيرُ فِيهِ كُلُّ ٱلْمَمْسُوحِينَ فِي ٱلسَّمَاءِ،‏ تَقُولُ ٱلرُّؤْيَا ١٧:‏١٤ إِنَّ أَعْدَاءَ شَعْبِ ٱللهِ «سَيُحَارِبُونَ ٱلْحَمَلَ،‏ وَلٰكِنَّ ٱلْحَمَلَ يَغْلِبُهُمْ لِأَنَّهُ رَبُّ ٱلْأَرْبَابِ وَمَلِكُ ٱلْمُلُوكِ.‏ وَٱلْمَدْعُوُّونَ وَٱلْمُخْتَارُونَ وَٱلْأُمَنَاءُ ٱلَّذِينَ مَعَهُ يَغْلِبُونَ أَيْضًا».‏ وَهٰذَا يَعْنِي أَنَّ يَسُوعَ سَيَخُوضُ ٱلْحَرْبَ مَعَ شُرَكَائِهِ فِي ٱلْمُلْكِ لِإِنْقَاذِ شَعْبِ ٱللهِ.‏

١٧ سَتُؤَدِّي حَرْبُ هَرْمَجِدُّونَ هٰذِهِ إِلَى تَمْجِيدِ ٱسْمِ يَهْوَهَ ٱلْقُدُّوسِ.‏ (‏رؤ ١٦:‏١٦‏)‏ فَآنَذَاكَ،‏ سَيَذْهَبُ ٱلْمُشَبَّهُونَ بِٱلْجِدَاءِ إِلَى «قَطْعٍ أَبَدِيٍّ».‏ فَتُطَهَّرُ ٱلْأَرْضُ أَخِيرًا مِنْ كُلِّ شَرٍّ،‏ وَيَنْجُو ٱلْجَمْعُ ٱلْكَثِيرُ مِنَ ٱلْجُزْءِ ٱلْأَخِيرِ مِنَ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ.‏ وَبِٱكْتِمَالِ ٱلتَّحْضِيرَاتِ،‏ يَحِينُ ٱلْوَقْتُ لِعُرْسِ ٱلْحَمَلِ،‏ وَهُوَ ذُرْوَةُ سِفْرِ ٱلرُّؤْيَا.‏ (‏رؤ ٢١:‏١-‏٤‏)‏ * أَفَلَا نَتَطَلَّعُ إِلَى ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ وَنَتَرَقَّبُهُ بِشَوْقٍ؟‏ فَسَتَكُونُ وَلِيمَةُ ٱلْعُرْسِ عَظِيمَةً،‏ وَسَيَنْعَمُ كُلُّ ٱلنَّاجِينَ عَلَى ٱلْأَرْضِ بِرِضَى ٱللهِ وَمَحَبَّتِهِ ٱلْجَزِيلَةِ.‏ —‏ اقرأ ٢ بطرس ٣:‏١٣‏.‏

١٨ عَلَامَ يَجِبُ أَنْ نُصَمِّمَ؟‏

١٨ مَاذَا يَجِبُ أَنْ يَفْعَلَ كُلٌّ مِنَّا بِٱلنَّظَرِ إِلَى ٱلْأَحْدَاثِ ٱلْمُثِيرَةِ ٱلَّتِي سَتَحْصُلُ عَمَّا قَرِيبٍ؟‏ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ تَحْتَ ٱلْوَحْيِ:‏ «بِمَا أَنَّ هٰذِهِ كُلَّهَا سَتَنْحَلُّ هٰكَذَا،‏ فَأَيَّ أُنَاسٍ يَجِبُ أَنْ تَكُونُوا فِي تَصَرُّفَاتٍ مُقَدَّسَةٍ وَأَعْمَالِ تَعَبُّدٍ لِلهِ،‏ مُنْتَظِرِينَ وَمُبْقِينَ حُضُورَ يَوْمِ يَهْوَهَ قَرِيبًا فِي ٱلذِّهْنِ،‏ .‏ .‏ .‏ لِذٰلِكَ أَيُّهَا ٱلْأَحِبَّاءُ،‏ إِذْ أَنْتُمْ مُنْتَظِرُونَ هٰذِهِ،‏ ٱبْذُلُوا قُصَارَى جُهْدِكُمْ لِتُوجَدُوا أَخِيرًا عِنْدَهُ بِلَا لَطْخَةٍ وَلَا شَائِبَةٍ فِي سَلَامٍ».‏ (‏٢ بط ٣:‏١١،‏ ١٢،‏ ١٤‏)‏ فَلْنُصَمِّمْ إِذًا عَلَى ٱلتَّمَسُّكِ بِٱلْعِبَادَةِ ٱلطَّاهِرَةِ،‏ دَاعِمِينَ مَلِكَ ٱلسَّلَامِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ.‏

^ ‎الفقرة 15‏ لَنْ تُؤْخَذَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ ٱلْأَجْسَادُ ٱللَّحْمِيَّةُ لِلْمَمْسُوحِينَ ٱلْعَائِشِينَ فِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ.‏ (‏١ كو ١٥:‏٤٨،‏ ٤٩‏)‏ فَعَلَى ٱلْأَرْجَحِ،‏ سَتَخْتَفِي أَجْسَادُهُمْ بِٱلطَّرِيقَةِ نَفْسِهَا ٱلَّتِي ٱخْتَفَى بِهَا جَسَدُ يَسُوعَ.‏

^ ‎الفقرة 17‏ يُشِيرُ ٱلْمَزْمُورُ ٤٥ أَيْضًا إِلَى تَسَلْسُلِ ٱلْأَحْدَاثِ.‏ فَهُوَ يَقُولُ إِنَّ ٱلْمَلِكَ يَخُوضُ ٱلْحَرْبَ أَوَّلًا،‏ وَمِنْ ثُمَّ يَحْدُثُ ٱلْعُرْسُ.‏