«نجاتكم تقترب»!
«اِنْتَصِبُوا وَٱرْفَعُوا رُؤُوسَكُمْ لِأَنَّ نَجَاتَكُمْ تَقْتَرِبُ». — لو ٢١:٢٨.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ١٣٣، ٤٣
١ أَيَّةُ أَحْدَاثٍ حَصَلَتْ سَنَةَ ٦٦ بم؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.)
تَخَيَّلْ أَنَّكَ مَسِيحِيٌّ تَعِيشُ فِي أُورُشَلِيمَ سَنَةَ ٦٦ بم. اَلْأَحْدَاثُ مِنْ حَوْلِكَ تَتَسَارَعُ. فَٱلْوَالِي ٱلرُّومَانِيُّ فْلُورِس صَادَرَ ١٧ وَزْنَةً مِنْ خِزَانَةِ ٱلْهَيْكَلِ ٱلْمُقَدَّسَةِ. وَعَلَى ٱلْأَثَرِ، أَشْعَلَ ٱلْيَهُودُ ثَوْرَةً، فَسَفَكُوا دِمَاءَ ٱلْقُوَّاتِ ٱلرُّومَانِيَّةِ فِي أُورُشَلِيمَ وَأَعْلَنُوا ٱسْتِقْلَالَهُمْ عَنْ رُومَا. لٰكِنَّ ٱلرَّدَّ مِنْ رُومَا يَأْتِي سَرِيعًا. فَفِي غُضُونِ ثَلَاثَةِ شُهُورٍ، يَزْحَفُ إِلَى أُورُشَلِيمَ ٣٠٬٠٠٠ جُنْدِيٍّ يَقُودُهُمْ حَاكِمُ سُورِيَّةَ ٱلرُّومَانِيُّ سِسْتِيُوس غَالُوس. وَسُرْعَانَ مَا يَدْخُلُونَ ضَوَاحِيَ ٱلْمَدِينَةِ، فَيَنْسَحِبُ ٱلْمُتَمَرِّدُونَ ٱلْيَهُودُ وَيَتَحَصَّنُونَ فِي ٱلْقَلْعَةِ ٱلَّتِي بِجَانِبِ ٱلْهَيْكَلِ. بَعْدَ ذٰلِكَ، يَشْرَعُ ٱلْجُنُودُ ٱلرُّومَانُ فِي تَقْوِيضِ ٱلسُّورِ ٱلْخَارِجِيِّ لِلْهَيْكَلِ، فَيَدِبُّ ٱلذُّعْرُ إِلَى قُلُوبِ سُكَّانِ ٱلْمَدِينَةِ. كَيْفَ تَشْعُرُ وَأَنْتَ تُشَاهِدُ ذٰلِكَ يَحْدُثُ عَلَى مَرْأًى مِنْ عَيْنَيْكَ؟
٢ أَيُّ إِجْرَاءٍ لَزِمَ أَنْ يَتَّخِذَهُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ سَنَةَ ٦٦ بم، وَكَيْفَ أُتِيحَتْ لَهُمُ ٱلْفُرْصَةُ لِذٰلِكَ؟
٢ فِي خِضَمِّ هٰذِهِ ٱلظُّرُوفِ، تَتَذَكَّرُ كَلِمَاتِ يَسُوعَ ٱلْمُسَجَّلَةَ فِي إِنْجِيلِ لُوقَا: لو ٢١:
٣ أَيُّ وَضْعٍ سَيُوَاجِهُهُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ قَرِيبًا، وَمَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟
٣ قَرِيبًا، لَا بَلْ فِي ٱلْقَرِيبِ ٱلْعَاجِلِ، سَيُوَاجِهُ كُلٌّ مِنَّا وَضْعًا مُشَابِهًا. فَيَسُوعُ لَمْ يَهْدِفْ فَقَطْ إِلَى تَحْذِيرِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ مِنْ دَمَارِ أُورُشَلِيمَ، بَلِ ٱسْتَخْدَمَ أَيْضًا ٱلْأَحْدَاثَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ لِيَشْرَحَ مَا سَيَحْدُثُ عِنْدَمَا يَنْدَلِعُ ‹ٱلضِّيقُ ٱلْعَظِيمُ› فَجْأَةً. (مت ٢٤:
بِدَايَةُ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ
٤ مَاذَا يَسِمُ بِدَايَةَ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ، وَكَيْفَ سَيَحْدُثُ ذٰلِكَ؟
٤ سَيَبْدَأُ ٱلضِّيقُ ٱلْعَظِيمُ بِدَمَارِ كُلِّ ٱلْأَدْيَانِ ٱلْبَاطِلَةِ. وَيُسَمِّي ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ ٱلدِّينَ ٱلْبَاطِلَ «بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةَ، أُمَّ ٱلْعَاهِرَاتِ». (رؤ ١٧:
٥، ٦ عَلَى أَيِّ أَسَاسٍ نَسْتَنْتِجُ أَنَّ دَمَارَ بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ لَا يَعْنِي مَوْتَ كُلِّ ٱلْمُتَدَيِّنِينَ؟
٥ وَلٰكِنْ، هَلْ يَعْنِي دَمَارُ بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ مَوْتَ كُلِّ أَعْضَاءِ ٱلْأَدْيَانِ ٱلْبَاطِلَةِ؟ كَلَّا، فَقَدْ أُوحِيَ إِلَى ٱلنَّبِيِّ زَكَرِيَّا أَنْ يَكْتُبَ عَمَّا سَيَحْدُثُ آنَذَاكَ. فَسَيَقُولُ مَنْ كَانَ سَابِقًا عُضْوًا فِي ٱلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ: «‹أَنَا لَسْتُ نَبِيًّا. أَنَا رَجُلٌ يَفْلَحُ ٱلْأَرْضَ، لِأَنَّ إِنْسَانًا ٱقْتَنَانِي مُنْذُ زك ١٣:
٦ وَمَاذَا سَيَجْرِي لِشَعْبِ ٱللهِ فِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ؟ يَقُولُ يَسُوعُ: «لَوْ لَمْ تُقَصَّرْ تِلْكَ ٱلْأَيَّامُ، لَمْ يَخْلُصْ جَسَدٌ. وَلٰكِنْ لِأَجْلِ ٱلْمُخْتَارِينَ تُقَصَّرُ تِلْكَ ٱلْأَيَّامُ». (مت ٢٤:٢٢) فَكَمَا رَأَيْنَا فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ، «قُصِّرَ» ٱلضِّيقُ سَنَةَ ٦٦ بم، مَا أَتَاحَ ‹لِلْمُخْتَارِينَ›، أَيِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ، أَنْ يَهْرُبُوا مِنَ ٱلْمَدِينَةِ وَضَوَاحِيهَا. بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ، ‹سَيُقَصَّرُ› ٱلْجُزْءُ ٱلْأَوَّلُ مِنَ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ ٱلْمُقْبِلِ بِسَبَبِ «ٱلْمُخْتَارِينَ». فَلَنْ يُسْمَحَ ‹لِلْقُرُونِ ٱلْعَشَرَةِ› بِأَنْ تُبِيدَ شَعْبَ ٱللهِ، بَلْ سَتَكُونُ هُنَاكَ هُدْنَةٌ قَصِيرَةٌ بَعْدَ ٱنْتِهَاءِ ٱلْهُجُومِ عَلَى بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ.
وَقْتُ ٱمْتِحَانٍ وَدَيْنُونَةٍ
٧، ٨ أَيَّةُ فُرْصَةٍ سَتَسْنَحُ لَنَا بَعْدَ دَمَارِ بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ، وَكَيْفَ سَيَخْتَلِفُ شَعْبُ ٱللهِ عَنْ سِوَاهُمْ فِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ؟
٧ مَاذَا سَيَحْدُثُ بَعْدَ دَمَارِ بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ؟ سَيَكُونُ ٱلْوَقْتُ لِنَكْشِفَ عَنْ مَكْنُونَاتِ قُلُوبِنَا. فَمُعْظَمُ ٱلنَّاسِ سَيَحْتَمُونَ بِٱلْهَيْئَاتِ ٱلْبَشَرِيَّةِ ٱلْمُشَبَّهَةِ بِـ «صُخُورِ ٱلْجِبَالِ». (رؤ ٦:
٨ صَحِيحٌ أَنَّنَا لَا نَعْلَمُ يَقِينًا كُلَّ مَا سَيَحْصُلُ خِلَالَ وَقْتِ ٱلِٱمْتِحَانِ هٰذَا، لٰكِنْ مِنَ ٱلْمُتَوَقَّعِ أَنْ نُضْطَرَّ إِلَى بَذْلِ ٱلتَّضْحِيَاتِ. فَفِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ، لَزِمَ أَنْ يَتْرُكَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ مُمْتَلَكَاتِهِمْ خَلْفَهُمْ وَيَحْتَمِلُوا ٱلْمَصَاعِبَ بُغْيَةَ ٱلنَّجَاةِ. (مر ١٣:
٩، ١٠ (أ) أَيَّةُ رِسَالَةٍ سَيُعْلِنُهَا شَعْبُ ٱللهِ خِلَالَ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ؟ (ب) كَيْفَ سَتَكُونُ رَدَّةُ فِعْلِ أَعْدَاءِ شَعْبِ ٱللهِ؟
٩ إِنَّ ٱلضِّيقَ ٱلْعَظِيمَ لَنْ يَكُونَ وَقْتًا لِلْكِرَازَةِ «بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ». فَهٰذَا ٱلْعَمَلُ سَيَكُونُ قَدِ ٱنْتَهَى وَحَانَ ٱلْأَوَانُ لِتَأْتِيَ «ٱلنِّهَايَةُ». (مت ٢٤:١٤) وَلَا شَكَّ أَنَّ شَعْبَ ٱللهِ سَيُعْلِنُ بِجُرْأَةٍ رِسَالَةَ دَيْنُونَةٍ قَوِيَّةً، رُبَّمَا يَكُونُ مَضْمُونُهَا إِعْلَانًا عَنْ قُرْبِ نِهَايَةِ عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ ٱلشِّرِّيرِ. وَيُشَبِّهُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ هٰذِهِ ٱلرِّسَالَةَ بِٱلْبَرَدِ، قَائِلًا: «نَزَلَ مِنَ ٱلسَّمَاءِ عَلَى ٱلنَّاسِ بَرَدٌ عَظِيمٌ، كُلُّ حَبَّةٍ مِنْهُ نَحْوُ ثِقْلِ وَزْنَةٍ، وَجَدَّفَ ٱلنَّاسُ عَلَى ٱللهِ بِسَبَبِ ضَرْبَةِ ٱلْبَرَدِ، لِأَنَّ ضَرْبَتَهُ كَانَتْ عَظِيمَةً جِدًّا». — رؤ ١٦:٢١.
جُوجٌ ٱلْمَاجُوجِيُّ ٱلَّذِي يُمَثِّلُ تَحَالُفًا أُمَمِيًّا، قَائِلًا: «هٰكَذَا قَالَ ٱلسَّيِّدُ ٱلرَّبُّ يَهْوَهُ: ‹وَيَكُونُ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ أَنَّ أُمُورًا تَصْعَدُ عَلَى قَلْبِكَ فَتُدَبِّرُ خُطَّةً مُؤْذِيَةً، وَتَقُولُ: «أَصْعَدُ عَلَى أَرْضٍ أَعْرَاءٍ. آتِي ٱلْهَادِئِينَ ٱلسَّاكِنِينَ فِي أَمْنٍ، ٱلَّذِينَ يَسْكُنُونَ جَمِيعًا بِلَا سُورٍ، وَلَيْسَ لَهُمْ مَزَالِيجُ وَلَا مَصَارِيعُ». لِغُنْمِ ٱلْغَنِيمَةِ وَنَهْبِ ٱلنَّهْبِ، لِرَدِّ يَدِكَ عَلَى ٱلْخِرَبِ ٱلَّتِي صَارَتْ مَسْكُونَةً وَعَلَى ٱلشَّعْبِ ٱلْمَجْمُوعِ مِنَ ٱلْأُمَمِ، ٱلْجَامِعِ ثَرْوَةً وَأَمْلَاكًا وَٱلسَّاكِنِ فِي وَسَطِ ٱلْأَرْضِ›». (حز ٣٨:
١١ (أ) مَاذَا يَجِبُ أَنْ نُبْقِيَ فِي بَالِنَا بِخُصُوصِ تَسَلْسُلِ ٱلْأَحْدَاثِ خِلَالَ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ؟ (ب) كَيْفَ سَتَكُونُ رَدَّةُ فِعْلِ ٱلنَّاسِ حِينَ يَرَوْنَ ٱلْآيَاتِ ٱلَّتِي تَظْهَرُ فِي ٱلسَّمٰوَاتِ؟
١١ وَمَاذَا سَيَحْدُثُ بَعْدَئِذٍ؟ لِنُبْقِ فِي بَالِنَا أَنَّ كَلِمَةَ ٱللهِ لَا تَكْشِفُ لَنَا تَسَلْسُلَ ٱلْأَحْدَاثِ بِٱلضَّبْطِ. فَيَبْدُو أَنَّ بَعْضَهَا سَيَحْصُلُ فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ. قَالَ يَسُوعُ فِي نُبُوَّتِهِ عَنِ ٱخْتِتَامِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ: «تَكُونُ آيَاتٌ فِي ٱلشَّمْسِ وَٱلْقَمَرِ وَٱلنُّجُومِ، وَعَلَى ٱلْأَرْضِ كَرْبُ أُمَمٍ لَا تَدْرِي أَيْنَ ٱلْمَنْفَذُ بِسَبَبِ عَجِيجِ ٱلْبَحْرِ وَهَيَجَانِهِ، فِي حِينِ أَنَّ ٱلنَّاسَ يُغْشَى عَلَيْهِمْ مِنَ ٱلْخَوْفِ وَتَرَقُّبِ مَا يَأْتِي عَلَى ٱلْمَسْكُونَةِ، لِأَنَّ قُوَّاتِ ٱلسَّمٰوَاتِ تَتَزَعْزَعُ. ثُمَّ يَرَوْنَ ٱبْنَ ٱلْإِنْسَانِ آتِيًا فِي سَحَابَةٍ بِقُدْرَةٍ وَمَجْدٍ عَظِيمٍ». (لو ٢١:
١٢، ١٣ (أ) مَاذَا سَيَحْدُثُ حِينَ يَأْتِي يَسُوعُ «بِقُدْرَةٍ وَمَجْدٍ عَظِيمٍ»؟ (ب) كَيْفَ سَيَتَصَرَّفُ خُدَّامُ ٱللهِ فِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ؟
١٢ مَاذَا سَيَحْدُثُ حِينَ يَأْتِي يَسُوعُ «بِقُدْرَةٍ وَمَجْدٍ عَظِيمٍ»؟ سَيُكَافِئُ ٱلْأَبْرَارَ وَيُعَاقِبُ غَيْرَ ٱلْأُمَنَاءِ. (مت ٢٤:
١٣ وَكَيْفَ سَيَتَصَرَّفُ ٱلْجِدَاءُ حِينَ يُدْرِكُونَ أَنَّ مَصِيرَهُمْ هُوَ ‹ٱلْقَطْعُ ٱلْأَبَدِيُّ›؟ ‹سَيَلْطِمُونَ صُدُورَهُمْ نَائِحِينَ›. (مت ٢٤:٣٠) وَمَاذَا عَنِ ٱلْمَمْسُوحِينَ وَٱلَّذِينَ يَدْعَمُونَهُمْ؟ سَيَعْمَلُونَ بِكَلِمَاتِ يَسُوعَ: «مَتَى ٱبْتَدَأَتْ هٰذِهِ تَكُونُ، فَٱنْتَصِبُوا وَٱرْفَعُوا رُؤُوسَكُمْ لِأَنَّ نَجَاتَكُمْ تَقْتَرِبُ». (لو ٢١:٢٨) فَإِيمَانًا مِنْهُمْ بِيَهْوَهَ وَٱبْنِهِ، سَيَكُونُونَ عَلَى ثِقَةٍ تَامَّةٍ مِنْ نَجَاتِهِمْ.
يَسْطَعُ ٱلْأَبْرَارُ فِي ٱلْمَلَكُوتِ
١٤، ١٥ أَيُّ عَمَلِ تَجْمِيعٍ سَيَحْصُلُ بَعْدَ بِدَايَةِ هُجُومِ جُوجٍ ٱلْمَاجُوجِيِّ، وَكَيْفَ سَيَحْدُثُ ذٰلِكَ؟
١٤ مَاذَا سَيَحْصُلُ بَعْدَمَا يَبْدَأُ هُجُومُ جُوجٍ ٱلْمَاجُوجِيِّ عَلَى شَعْبِ ٱللهِ؟ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ إِنَّ ٱبْنَ ٱلْإِنْسَانِ «يُرْسِلُ . . . ٱلْمَلَائِكَةَ وَيَجْمَعُ مُخْتَارِيهِ مِنَ ٱلرِّيَاحِ ٱلْأَرْبَعِ، مِنْ أَقْصَى ٱلْأَرْضِ إِلَى أَقْصَى ٱلسَّمَاءِ». (مر ١٣:٢٧؛ مت ٢٤:٣١) إِنَّ عَمَلَ ٱلتَّجْمِيعِ هٰذَا لَا يُشِيرُ إِلَى خَتْمِ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلْأَوَّلِيِّ وَلَا إِلَى ٱلْخَتْمِ ٱلنِّهَائِيِّ لِلْبَقِيَّةِ ٱلْمَمْسُوحَةِ. (مت ١٣:
١٥ يُؤْمِنُ كَثِيرُونَ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْمَسِيحِيِّ أَنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ سَيُؤْخَذُونَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ بِأَجْسَادِهِمْ، وَأَنَّهُمْ سَيَرَوْنَ بِأَعْيُنِهِمْ رُجُوعَ يَسُوعَ لِيَحْكُمَ ٱلْأَرْضَ. لٰكِنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يُظْهِرُ بِوُضُوحٍ أَنَّ «آيَةَ ٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ» سَتَظْهَرُ فِي ٱلسَّمَاءِ وَأَنَّ يَسُوعَ سَيَأْتِي «عَلَى سُحُبِ ٱلسَّمَاءِ»، مَا يَدُلُّ أَنَّ رُجُوعَهُ سَيَكُونُ غَيْرَ مَنْظُورٍ. (مت ٢٤:٣٠) بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى ذٰلِكَ، «إِنَّ لَحْمًا وَدَمًا لَا يَقْدِرَانِ أَنْ يَرِثَا مَلَكُوتَ ٱللهِ». وَعَلَيْهِ، فَقَبْلَ أَنْ يُؤْخَذَ ٱلْمَمْسُوحُونَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ، يَجِبُ أَوَّلًا أَنْ ‹يَتَغَيَّرُوا، فِي لَحْظَةٍ، فِي طَرْفَةِ عَيْنٍ، أَثْنَاءَ ٱلْبُوقِ ٱلْأَخِيرِ›. * (اقرأ ١ كورنثوس ١٥:
١٦، ١٧ مَاذَا يَجِبُ أَنْ يَحْصُلَ قَبْلَ عُرْسِ ٱلْحَمَلِ؟
١٦ وَحَالَمَا يَصِيرُ كُلُّ ٱلْمَمْسُوحِينَ فِي ٱلسَّمَاءِ، يُمْكِنُ أَنْ تَبْدَأَ ٱلتَّحْضِيرَاتُ ٱلنِّهَائِيَّةُ لِعُرْسِ ٱلْحَمَلِ. (رؤ ١٩:٩) وَلٰكِنْ، ثَمَّةَ أَمْرٌ آخَرُ يَجِبُ أَنْ يَحْصُلَ قَبْلَ هٰذَا ٱلْحَدَثِ ٱلْهَامِّ. فَسَيَأْتِي يَسُوعُ مَعَ ٱلْـ ١٤٤٬٠٠٠ لِيُنْقِذُوا شَعْبَ ٱللهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ. تَذَكَّرْ أَنَّنَا تَحَدَّثْنَا عَنْ هُجُومِ جُوجٍ ٱلَّذِي سَيَحْدُثُ قَبْلَ أَنْ تُؤْخَذَ ٱلْبَقِيَّةُ ٱلْمَمْسُوحَةُ إِلَى ٱلسَّمَاءِ. (حز ٣٨:١٦) فَكَيْفَ سَيَتَصَرَّفُ شَعْبُ ٱللهِ ٱلَّذِي سَيَبْدُو دُونَ حِمَايَةٍ؟ سَوْفَ يُطِيعُونَ ٱلْإِرْشَادَاتِ ٱلَّتِي أُعْطِيَتْ فِي عَهْدِ ٱلْمَلِكِ يَهُوشَافَاطَ: «لَيْسَ عَلَيْكُمْ أَنْ تُحَارِبُوا فِي هٰذِهِ. قِفُوا ٱثْبُتُوا وَٱنْظُرُوا خَلَاصَ يَهْوَهَ لِأَجْلِكُمْ. فَيَا يَهُوذَا وَيَا أُورُشَلِيمُ، لَا تَخَافُوا وَلَا تَرْتَاعُوا». (٢ اخ ٢٠:١٧) غَيْرَ أَنَّ رَدَّةَ ٱلْفِعْلِ فِي ٱلسَّمَاءِ سَتَكُونُ مُخْتَلِفَةً. فَإِشَارَةً إِلَى ٱلْوَقْتِ ٱلَّذِي سَيَصِيرُ فِيهِ كُلُّ ٱلْمَمْسُوحِينَ فِي ٱلسَّمَاءِ، تَقُولُ ٱلرُّؤْيَا ١٧:١٤ إِنَّ أَعْدَاءَ شَعْبِ ٱللهِ «سَيُحَارِبُونَ ٱلْحَمَلَ، وَلٰكِنَّ ٱلْحَمَلَ يَغْلِبُهُمْ لِأَنَّهُ رَبُّ ٱلْأَرْبَابِ وَمَلِكُ ٱلْمُلُوكِ. وَٱلْمَدْعُوُّونَ وَٱلْمُخْتَارُونَ وَٱلْأُمَنَاءُ ٱلَّذِينَ مَعَهُ يَغْلِبُونَ أَيْضًا». وَهٰذَا يَعْنِي أَنَّ يَسُوعَ سَيَخُوضُ ٱلْحَرْبَ مَعَ شُرَكَائِهِ فِي ٱلْمُلْكِ لِإِنْقَاذِ شَعْبِ ٱللهِ.
١٧ سَتُؤَدِّي حَرْبُ هَرْمَجِدُّونَ هٰذِهِ إِلَى تَمْجِيدِ ٱسْمِ يَهْوَهَ ٱلْقُدُّوسِ. (رؤ ١٦:١٦) فَآنَذَاكَ، سَيَذْهَبُ ٱلْمُشَبَّهُونَ بِٱلْجِدَاءِ إِلَى «قَطْعٍ أَبَدِيٍّ». فَتُطَهَّرُ ٱلْأَرْضُ أَخِيرًا مِنْ كُلِّ شَرٍّ، وَيَنْجُو ٱلْجَمْعُ ٱلْكَثِيرُ مِنَ ٱلْجُزْءِ ٱلْأَخِيرِ مِنَ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ. وَبِٱكْتِمَالِ ٱلتَّحْضِيرَاتِ، يَحِينُ ٱلْوَقْتُ لِعُرْسِ ٱلْحَمَلِ، وَهُوَ ذُرْوَةُ سِفْرِ ٱلرُّؤْيَا. (رؤ ٢١:
١٨ عَلَامَ يَجِبُ أَنْ نُصَمِّمَ؟
١٨ مَاذَا يَجِبُ أَنْ يَفْعَلَ كُلٌّ مِنَّا بِٱلنَّظَرِ إِلَى ٱلْأَحْدَاثِ ٱلْمُثِيرَةِ ٱلَّتِي سَتَحْصُلُ عَمَّا قَرِيبٍ؟ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ تَحْتَ ٱلْوَحْيِ: «بِمَا أَنَّ هٰذِهِ كُلَّهَا سَتَنْحَلُّ هٰكَذَا، فَأَيَّ أُنَاسٍ يَجِبُ أَنْ تَكُونُوا فِي تَصَرُّفَاتٍ مُقَدَّسَةٍ وَأَعْمَالِ تَعَبُّدٍ لِلهِ، مُنْتَظِرِينَ وَمُبْقِينَ حُضُورَ يَوْمِ يَهْوَهَ قَرِيبًا فِي ٱلذِّهْنِ، . . . لِذٰلِكَ أَيُّهَا ٱلْأَحِبَّاءُ، إِذْ أَنْتُمْ مُنْتَظِرُونَ هٰذِهِ، ٱبْذُلُوا قُصَارَى جُهْدِكُمْ لِتُوجَدُوا أَخِيرًا عِنْدَهُ بِلَا لَطْخَةٍ وَلَا شَائِبَةٍ فِي سَلَامٍ». (٢ بط ٣:
^ الفقرة 2 اُنْظُرْ بُرْجَ ٱلْمُرَاقَبَةِ، عَدَدَ ١٥ نَيْسَانَ (إِبْرِيل) ٢٠١٢، ٱلصَّفْحَتَيْنِ ٢٥-٢٦.
^ الفقرة 14 اُنْظُرْ بُرْجَ ٱلْمُرَاقَبَةِ، عَدَدَ ١٥ تَمُّوزَ (يُولْيُو) ٢٠١٣، ٱلصَّفْحَتَيْنِ ١٣-١٤.
^ الفقرة 15 لَنْ تُؤْخَذَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ ٱلْأَجْسَادُ ٱللَّحْمِيَّةُ لِلْمَمْسُوحِينَ ٱلْعَائِشِينَ فِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ. (١ كو ١٥:
^ الفقرة 17 يُشِيرُ ٱلْمَزْمُورُ ٤٥ أَيْضًا إِلَى تَسَلْسُلِ ٱلْأَحْدَاثِ. فَهُوَ يَقُولُ إِنَّ ٱلْمَلِكَ يَخُوضُ ٱلْحَرْبَ أَوَّلًا، وَمِنْ ثُمَّ يَحْدُثُ ٱلْعُرْسُ.